للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

*عود إلى حديث الباب:

قول. عُمَرُبْنُ. الْخَطَّابِ. رضى. الله. عنه:

" بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ... "

ومن الفوائد هنا أن جبريل -عليه السلام - قد جاء إلى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في صورة بشرية، حتى قد رأه الصحابة - رضى الله عنهم- بأعينهم، فظنوا أنه رجل من خارج المدينة، ولكن الذى جعلهم يستغربون أمره أنه شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، ولا يُرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه أحد من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.

والملائكة مخلوقات نورانية له أجنحة، قال تعالى (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١)) (فاطر/١)

وعن عبدالله بن مسعود -رضى الله عنه- قال: رأى رسولُ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ - جبريلَ في صورتِه على السِّدرةِ لهُ ستُّمائةِ جَناحٍ. (١)

*وفي حديث الباب قد أتى جبريل -عليه السلام- إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في صورة بشرية، ومجئ الملائكة في الصورة البشرية قد ورد في غير ما موضع في الكتاب والسنة، كما في قصة إبراهيم عليه السلام، قال تعالى (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (٢٤) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ) (الذاريات /٢٥)، وكذلك في قصة لوط عليه السلام، كما قال تعالى (فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (٦١) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ) ... (الحجر/٦٢).

وفي قصة مريم عليها السلام، قال تعالى (فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا) (مريم /١٧) وورد كذلك في قصة الأبرص والأقرع والأعمى، والأمثلة كثيرة.


(١) متفق عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>