للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شَاءَ اللهُ لَلَاحِقُونَ، أَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ. (١)

وأما من مر على مقابر المشركين فالسنة أن يبشرهم بالنار، وما ذاك إلا إمعاناً في التبرؤ من سبيلهم و نهجهم:

عن سعدٍ بن أبى الوقاص- رضى الله عنه-قالَ: أن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ لأعرابي: «حيثُما مررتَ بقبرِ كافرٍ فبشِّرْه بالنارِ ". (٢)

* وما أجمل ما سطَّر ابن عقيل قائلاً:

إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة. (٣)

* عودٌ إلى حديث الباب:

المعنى العام للحديث:

فى العام الثامن من الهجرة النبوية عزم النبي - صلى الله عليه وسلم - على فتح مكة، وكان حريصاً على ألا يُعرف ذلك لئلا يصل الأمر إلى قريش، فلما علم حاطب بن أبي بلتعة - رضي الله عنه - بذلك كاتب كفارَ مكّة سِرًّا، يخبرهم بعزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يغزوهم، فعلم النبي - صلى الله عليه وسلم بذلك - فأرسل مَن أخذ الكتاب مِمّن خرج ليصل به إلى كفار مكة. ودعا حاطبًا، فقال له صلى الله عليه وسلم: يا حاطب، ما هذا؟!

فبيَّن حاطب أنه كان له فى مكة قرابة فخشى أن يلحق بهم أذى من قريش، وتأول إنه يريد أن يضع يداً عندهم ليحموا بها أهله وعشيرته، فهذا عذره وهو صادق في ذلك، وقال رضى الله عنه:

فأحببتُ-إذ فاتني ذلك من النسب فيهم- أن أتّخذَ فيهم يداً، يحمون بها قرابتي. ولم أفعلْه كُفْرًا، ولا


(١) أخرجه مسلم (٩٧٥)
(٢) أخرجه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (١٠٠٥) والبزار في "البحر الزخار" (١٠٨٩)
قال: سليم الهلالي في (عُجالةُ الرّاغِب/٢/ ٦٧٣) وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات معروفون.
وقال حسين سليم أسد: أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" ١/ ١٩١ - ١٩٢، وابن السنيّ في "عمل اليوم اليوم والليلة" بدون رقم بعد الحديث (٥٩٥) من طريق إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه سعد بن أبي وقاص... وهذا إسناد صحيح. وانظر مجمع الزوائد و ومنبع الفوائد (٢/ ٢٠٩).
وقد صحح الألباني إسناده في الصحيحة (١٨)
(٣) الآداب الشرعية (١/ ٢٣٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>