للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محبته، إلى غير ذلك من التهم. (١)

ومثل هذا لا يملُّون من ذكره في نازلة، كالاحتفال بالمولد النبوى وتجويز الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم، فكل من عارضهم فهو عندهم مجروح في محبته وولاءه للنبي صلى الله عليه وسلم.

ولا شك أن هذه طريقة المفلسين الذين يراهنون على مشاعر العامة لكسبهم في صفهم.

ولاشك أنه ما وطيء الثري أناس أحبوا الرسول - صلى الله عليه وسلم- أمثال الصحابة رضى الله عنهم، ومع ذلك فما وجدنا واحداً منهم يفعل ما يفعله هؤلاء المدَّعون، فالمحبون حقاً هم المتبعون.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

اتخاذ مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - عيدًا مع اختلاف الناس في مولده، فإن هذا لم يفعله السلف، مع قيام المقتضي له وعدم المانع منه لو كان خيرًا. ولو كان هذا خيرًا محضا، أو راجحًا لكان السلف - رضي الله عنهم - أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتعظيمًا له منا، وهم على الخير أحرص. وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره، وإحياء سنته باطنًا وظاهرًا. ونشر ما بعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان. فإن هذه طريقة السابقين الأولين، من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان. (٢)

السادسة:

لا يقال ببدعية من ذهب إلى القول بالتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم، بل المسألة خلافية لا يبدَّع فيها المخالف.

قال شيخ لإسلام ابن تيمية:

وأما القسم الثالث مما يسمى " توسلاً " فلا يقدر أحد أن ينقل فيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئاً يحتج به أهل العلم، وهو


(١) كما افترى مثل ذلك محمد سعيد البوطي في كتابه "فقه السيرة" (ص ٣٥٤) فقال ما نصه:
... (فقد ضل أقوام لم تشعر أفئدتهم بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وراحوا يستنكرون التوسل بذاته صلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاته...)
(٢) اقتضاء الصراط المستقيم (ص/١٢٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>