الثاني: ذكر أدلة هذا المعتقَد من: الكتاب، والسنة، والإجماع، والنظَر.
الثالث: ذكر شُبهات المخالفين لأهل السنة.
الرابع: ذكر الرد على تلك الشبهات.
* وهكذا يكون البناء العقَدي لطالب العلم مبنيًّا على ترسيخ التأسيس، و كشف التلبيس:
ترسيخ التأسيس: وذلك بمعرفة المعتقَد، ومعرفة أدلة هذا المعتقَد.
كشف التلبيس: وذلك بالوقوف على شبهات المخالفين، الذين أبَوْا إلا أن يخالفوا نهج أهل السنة والجماعة، حتى حادُوا عن طريق البيّنات إلى بُنَيّات الطريق.
* ولقد كان جُلُّ اهتمام العلماء في منشأِ الأمر متوجهًا نحو تأسيس عقيدة السلف وتبيينها، حتى اضطُرُّوا بعد ذلك إلى الرد على نابتة السوء من أهل البدع ومَن على شاكلتهم.
قال الدارمي:
"وما ظَنَنّا أنا نُضطر إلى الاحتجاج على أحد ممن يدَّعي الإسلام في إثبات العرش والإيمان به، حتى ابتُلِينا بهذه العِصابة المُلحدة في آيات الله؛ فشغلونا بالاحتجاج لِما لم تختلف فيه الأمم قبلنا، وإلى الله نشكو ما أَوْهَتْ هذه العصابة مِن عُرَى الإسلام، وإليه نلجأ، وبه نستعين". (١)
*وصدقَ رحمه الله، فحينما تقرأ في شبهات أهل البدع وأباطيلهم فسترى عقولًا فيها باضَ الشيطان وفرَخ، حتى أنتج لأوليائه فِكَرًا بلهاء، بل زندقة صلعاء، لا تملك أمامها إلا أن تحمد ربك على سلامة العقل، والعافية في الدين.
* ولا شك أن الرد على أهل البدع من أفضل ما يتقرَّب به طالب العلم إلى الله عز وجل، وهذا ضَرْبٌ من الجهاد في سبيل الله تعالى.
وقد روجع شيخ الإسلام ابن تيمية في كثرةِ رده على أهل البدع، كما حكى ذلك
(١) الرد على الجهمية (ص/٢٦). قوله: "ما أوهب هذه العصابة... "، قال صاحب التاج: أوهبَ لك الشيءَ: أمكنك أن تأخذه وتناله. ا. هـ، فيكون المراد أنهم جعلوا عُرى الإسلام سهلة المَنال لأعداء الإسلام.