فالفرق واضح بين فعل اليهود في نسبة تبديلهم للشريعة إلى حكم الله تعالى، وبين من فعل ذلك دون أن ينسب فعله إلى شرع الله. *فإن قيل: أن الحكم بالبراءة من جريمة الزنا إن كان بالتراضي بين الطرفين، هو الزام بخلاف الشريعة وتصحيح للزنا إذا كان بالتراضي؟؟ * قلنا: نفرق هنا بين من قال: " الزنا حرام، وأنا أفعله "، وبين من قال: " الزنا حرام، ولايلزمني التحريم "، فالأول لا ينزل تحت حكم الكفر، لاحتمال أنه قال ذلك لشهوةٍ غلبته، وأما الثاني فذلك الذي لاخلاف في خروجه من الملة، فالخلط بين الأمرين خطأ بيِّن، والله أعلم. (٢) التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (٥/ ٧٤) (٣) منهاج السنة (٥/ ١٣١)