للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعقول.

وأهل السنة متفقون على أنه سبحانه خالق كل شيء وربه ومليكه، وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وأن العباد لا يوجبون عليه شيئاً.

ولهذا كان من قال من أهل السنة بالوجوب قال: إنه كتب على نفسه الرحمة، وحرَّم الظلم على نفسه، لا أن العبد نفسه مستحق على الله شيئاً كما يكون للمخلوق على المخلوق، فإن الله هو المنعم على العباد بكل خير فهو الخالق لهم وهو المرسل إليهم الرسل، وهو الميسر لهم الإيمان والعمل الصالح. (١)

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:

كون المطيع يستحق الجزاء، هو استحقاق إنعام وفضل، ليس هو استحقاق مقابلة كما يستحق المخلوق على المخلوق. (٢)

ما للعباد عليه حق واجب... كلا ولا سعي لديه ضائع

إن عذبوا فبعدله أو نعموا... فبفضله وهو الكريم الواسع. (٣)

٦ - السادس:

مما يدل على تناقض المعتزلة وفساد منهجهم في هذا الباب أنهم مع القول بوجوب اختيار الأصلح على الله -تعالى- لعباده تراهم يستحسنون الحكم بالخلود في النار على صاحب الكبيرة وإن قضى حياته في فعل الخيرات، فأوجبوا على الله -تعالى - تعذيبه، واستقبحوا العفو عنه. (٤)

فأين صلاح العبد في ذلك؟!، بل أين العدل الذي هو أحد أصولكم فى الاعتقاد؟!

وقد وضَّح شيخ الإسلام ابن تيمية مذهب أهل الحق في هذه المسألة توضيحاً كاملًا، فقسَّم الأفعال إلى ثلاثة أنواع:


(١) اقتضاء الصراط المستقيم (٢/ ٣١٠)
(٢) نقله عنه تلميذه ابن مفلح في الآداب الشرعية (١/ ٩٩) وانظرالدر النضيد على أبواب التوحيد (ص/٢١)
(٣) طريق الهجرتين (ص/ ٥٢٠)
(٤) وانظر مجموع الفتاوى (٨/ ٩٢) وموقف المتكلمين من الاستدلال بنصوص الكتاب والسنة (ص/٣٢٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>