(٢) ومما هو شائع في هذا الباب، لكنه صحيح المعنى ضعيف السند ما روى عن جابر - رضي الله عنه - مرفوعًا عن جبريل عليه السلام: "إنَّ عابدًا عَبَدَ الله -عز وجل- عَلَى رأس جبلٍ في البحر خمسمائة سنة، ثم سأل ربه أن يَقْبِضَه ساجدًا. فيبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله - عز وجل - فيقول الرب عز وجل: أدخلوا عبدي الجنة برحمتي. فيقول العبد: بعملي يا رب، يفعل ذلك ثلاث مراتٍ. ثم يقول الله - تعالى - للملائكة: قايسوا عبدي بنعمي عليه وبعمله، فيجدون نعمة البصر قد أحاطت بعبادته خمسمائة سنة، وبقيت نعم الجسد له. فيقول: أدخلوا عبدي النار، فيُجر إِلَى النار فينادي برحمتك يا رب أدخلني الجنة، فيدخله الجنة. أخرجه الحاكم في المستدرك (٤/ ٢٥١)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد؛ فإن سليمان بن هرم العابد من زهاد أهل الشام، وتعقبه الذهبي فقال: لا والله، وسليمان غير معتمد، تفرد عن ابن المنكدر عن جابر بحديث العابد والرمانة. قال الأزدي: لا يصح حديثه. وقال العقيلي: مجهول وحديثه غير محفوظ. قلت: = =وقد ضعَّف هذا الحديث ابن حجر في لسان الميزان (٤/ ١٨٠)، وانظر المغني في الضعفاء (١/ ٢٨٤) ورجال الحاكم في المستدرك (١/ ٤٠٨) (٣) شرح الأصول الخمسة (ص/٦١٤)