(٢) وحاصل هذا المثل أن أبا الحسن الأشعري قد سأل الجبائي عن ثلاثة إخوة، أمات الله -تعالى- أحدهم صغيراً، وأحيا الآخرين، فاختار أحدهما الإيمان واختار الآخر الكفر، فرفع الله درجة المؤمن البالغ على أخيه الصغير في الجنة بعمله، فقال أخوه الصغير: يارب لم لا بلغتني منزلة أخي؟ فقال: إنه عاش وعمل عملاً استحق به هذه المنزلة، فقال: يارب فهلا أحييتني حتى أعمل مثل عمله فأبلغ منزلته؟ فقال: كان الأصلح أن توفيتك صغيراً؛ لأني علمتُ أنك إن بلغت اخترت الكفر، فإن الأصلح في حقك أن أميتك صغيراً. قال الأشعري: فإن قال الثاني يارب: لِمَ لَمْ تمتني صغيراً لئلا أعصي، فلا أدخل النار، فماذا يقول الرب؟! فبهت الجبائى. وهذه اللوازم الباطلة لقول المعتزلة بمسألة إيجاب الصلاح. وقد كان أبو الحسن الأشعري على مذهب الجبائي المعتزلي، ثم تاب من القول بخلق القرآن والعدل. وانظر لوامع الأنوار البهية (ص/٣٣٠) وتحقيق المقام على كفاية العوام (ص/٣٢٠)