للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - الرابع:

ومن ذلك الأحاديث التى أفادت تحريم الجنة على فاعل الكبيرة:

وقد تأول العلماء تحريم الجنة على فاعل الكبيرة على وجوه:

أ) أن المراد بذلك حرمانه من دخول الجنة من أول وهلة، بل قد يُعذب على كبيرته، ثم يكون مآله إلى الجنة لموته على أصل التوحيد.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

إن المنفي هو الدخول المطلق الذي لا يكون معه عذاب؛ لا الدخول المقيد الذي يحصل لمن دخل النار ثم دخل الجنة. (١)

ب) أن المراد بذلك حرمانه من دخول درجة في الجنة يدخلها من لم يفعل تلك الكبيرة، فلا يدخل العالي من الجنان التى يدخلها الذين لم يرتكبوا تلك الذنوب والخطايا والحوبات، إذ قد أعلم النبى -صلى الله عليه وسلم- أنها جنان في جنة، واسم الجنة واقع على كل جنة منها. (٢)

٥ - الخامس:

ومن ذلك الأحاديث التى أفادت الحكم بالخلود في النار على فاعل الكبيرة:

فتأويله على وجوه:

١) الوجه الأول:

أن هذا من باب الوعيد الذى قد يُخلف، وإخلاف الوعيد لا يذم بل يمدح، فيجوز على اللَّه - تعالى- إخلاف الوعيد لا إخلاف الوعد.

قال ابن الوزير:

تجويز الخلف على الله -تعالى - في الوعد بالخير متفق على المنع منه عقلاً وشرعاً وإجماعاً من الأمة الاسلامية وسائر الملل. (٣)

والفرق بينهما:

أن الوعيد حقه فإخلافه عفو وهبة وإسقاط ذلك منه من موجبات كرمه وجوده وإحسانه وامتنانه، والوعد أوجبه على نفسه بموعده، واللَّه لا


(١) مجموع الفتاوى (٧/ ٦٧٨) وانظر منهج شيخ الإسلام في قضية التكقير (ص/١٨٠)
(٢) وانظرالتوحيد لابن خزيمة (ص/٣٦٧) ومسالك أهل السنة فيما أُشكل من نصوص العقيدة (٢/ ٣٧٣)
(٣) وانظر إيثار الحق على الخلق (ص/٣٦٠) وقد عدَّد صاحب الوعدالأخروي (١/ ٢٢٧) أدلة الكتاب والسنة والإجماع والعقل على عدم تجويز خلف الوعد في حق الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>