للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن تيمية وابن القيم والنووي وابن كثير، وغيرهم كثير. (١)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

قال القاضي أبو يعلى "من قذف عائشة -رضى الله عنها- بما برأها الله -تعالى- منه كفر بلا خلاف"، وقد حكى الإجماع على هذا غير واحد، وصرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم. (٢)

* عودٌ إلى حديث الباب:

وممن يُرد عن الحوض:

ما ورد فى حديث ابْنِ عُمَرَ- رضى الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

" سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَأْمُرُونَكُمْ بِمَا لَا يَفْعَلُونَ، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكِذْبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ، وَلَنْ يَرِدَ عَلَيَّ الْحَوْضَ " (٣)

قال ابن عبد البر:

وكل من أحدث في الدين ما لا يرضاه الله -تعالى- ولم يأذن به فهو من المطرودين عن الحوض والمبعدين والله أعلم.

وأشدهم طرداً من خالف جماعة المسلمين وفارق سبيلهم، مثل الخوارج على اختلاف فرقها، والروافض على تباين ضلالها، والمعتزلة على أصناف أهوائها وجميع أهل الزيغ والبدع فهؤلاء كلهم مبدِّلون.

وكذلك الظلمة المسرفون في الجور والظلم وتطميس الحق وقتل أهله وإذلالهم، كلهم مبدل، يظهر على يديه من تغيير سنن الإسلام أمر عظيم فالناس على دين الملوك.

ورحم الله ابن المبارك فإنه القائل:

وَهَلْ بَدَّلَ الدِّينَ إِلَّا الْمُلُوكُ... وَأَحْبَارُ سُوءٍ وَرُهْبَانُهَا. (٤)

* فبقدر ما تنهل من سنة النبي - صلى الله عليه وسلم- وهديه في الحياة الدنيا بقدر ما ترد وتشرب من حوضه يوم القيامة، لذا فإن الفرق الضالة الشاردة عن الهدي النبوي ممن سيسير في


(١) وانظر زاد المعاد (١/ ١٠٣) والمنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (٩/ ١١٥) وتفسير القرآن العظيم (٣/ ٢٢)
(٢) الصارم المسلول (ص/٤٢٢)
(٣) أخرجه أحمد (٥٧٠٢) والترمذي (٢٢٥٩) وقال: صحيح غريب. انظر صحيح الترغيب والترهيب (٢٢٤٢)
(٤) وانظر الاستذكار (١/ ١٩٤) والتذكرة (ص/٢٧٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>