للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملوك البغاة، والصبر على ظلمهم، إلى أن يستريح بر أو يستراح من فاجر. (١)

وممن نقل هذا الإجماع:

النووي و أبو الحسن الأشعري والقاضي عياض والكرماني وغيرهم. (٢)

ولقد كان أئمة السنة يجعلون مسألة الخروج على الولاة أحد العلامات الفارقة بين أهل السنة، وأهل البدعة كما نص على ذلك ابن المديني، والبربهاري، و غيرهما.

* وكان من أئمة الحديث من كان يترك الرواية عمن يقول بهذا المذهب:

١ - ترك أبو مسهر عبد الأعلى الغساني الرواية عن محمد بن راشد لأنه يرى الخروج على الأئمة.

٢ - قال ابن حجر: "كان الحسن بن صالح يرى السيف على أئمة الجور".

٣ - قال أبو داود: " علي بن أبي طلحة له رأي سوء، كان يرى السيف. (٣)

*الوجه الخامس:

أن الناظر والمستقرئ لأحوال الخارجين على أئمة الجور لا يرى إلا فساداً عمَّ البلاد والعباد، وفي هذا أبلغ رد على من يسعون إلى الإصلاح المتوهم من وراء الخروج على السلطان.

قال الحسن البصري:

"لو أنَّ الناس إذا ابتُلوا من قِبَلِ سلطانهم بشيء دعوا الله أوشك الله أن يرفع عنهم، ولكنهم فزعوا إلى السيف فوُكلوا إليه، والله ما جاءوا بيوم خير قط، ثم قرأ: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ} [الأعراف: ١٣٧] " (٤).


(١) مجموع الفتاوى (٤/ ٤٤٤)
(٢) وانظر المنهاج (٦/ ٤٧٠) ورسالة إلى أهل الثغر (ص/ ٢٩٧) وإكمال المعلم (٦/ ٢٤٧) وإجماع السلف في الاعتقاد (ص/٤٥)
(٣) ومعنى قولهم " فلان يرى السيف ": أي أنهم يجوِّز الخروج على أئمة الجور. وانظر تاريخ بغداد (١٣/ ٣٨٠) وتهذيب التهذيب (١/ ٤٩٣) وميزان الاعتدال (٣/ ١٣٤)
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (رقم: ٨٨٩٧)، وابن سعد في "الطبقات الكبير" (٧/ ١٦٤)، والآجري في "الشريعة" (رقم: ٦٦). وسنده حسن.
وانظر سلسلة الآثار الصحيحة أو الصحيح المسند من أقوال الصحابة والتابعين (٢/ ٢٢٦)

<<  <  ج: ص:  >  >>