قال: وبها نوع من النسانيس له أجنحة كأجنحة الخنافس من أصل الأذن إلى ذنب، وفيها وعول كالبقر الوحشية، ألوانها حمر منقطة ببياض، وأذنابها كأذناب الظباء، ولحومها حامضة، وبها دابة الزباد، وهي شبه الهر، يجلب منها الزباد، وبها فأر المسك، وبها جبل يسمى النصان، وهو جبل مشهور به حيات عظام منها ما يبتلع الفيل، وبها قردة بيض كأمثال الجواميس وأمثال الكباش، ونوع آخر أبيض الصدر أسود الظهر.
قال زكريا بن يحيى بن خاقان: بجزيرة الراتج صنف من الببغاء بيض وحمر وصفر يتكلم بأي لغة تكون بها خلق على صورة الإنسان يتكلم بكلام لا يفهم، يأكل ويشرب كالإنسان، وهم بيض وسود وخضر، ولها أجنحة تطير بها.
وقال ابن بحر السيرافي: كنت في بعض جزائر الراتج فرأيت وردا كثيرا أحمر وأصفر وأزرق وغير ذلك، فأخذت ملاءة حمراء، وجعلت فيها شيئا من الورد الأزرق، فلما أردت حملها رأيت نارا في الملاءة أحرقت جميع ما فيها من الورد ولم تحرق الملاءة، فسألت الناس عنها فقالوا: إن في هذا الورد منافع كثيرة ولا يمكن إخراجه من هذه الغيضة.
قال محمد بن زكريا: من عجائب هذه الجزيرة شجر الكافور، وهو عظيم جدّا، الشجرة تظل مائة إنسان وأكثر، فيقرأ على الشجرة فيسيل ماء الكافور عدة جرار، ثم ينقر أسفل من ذلك وسط الشجرة فتنثر منها قطع الكافور، وهو صمغ تلك الشجرة، فإذا أخذ منها ذلك يبست.
(ومنها) جزيرة رامني، وفيها عجائب كثيرة، قال ابن الفقيه: فيها ناس حفاء عراة رجالا ونساء لا يعرف كلامهم، مساكنهم رءوس الأشجار، وعلى أبدانهم شعور تغطي سوآتهم، وهم أمة لا يحصى عددها، مأكلهم ثمار الأشجار، ويستوحشون من الناس، فإذا حمل أحد منهم إلى موضع الناس لا يستقر، وينفر إلى الغياض.
وقال محمد بن زكريا الرازي: بجزيرة الرامنى ناس عراة لا يفهم كلامهم؛ لأنه شبه صفير، ويستوحشون من الناس، طول أحدهم أربعة أشبار، وجوههم عليها زغب أحمر، ويصعدون على الأشجار، وبها شجر الكافور والخيزران والبقم، ويغرس شجر البقم غرسا، وحمله أشبه بالخرنوب، وطعمه طعم العلقم.
قال محمد بن زكريا الرازي: بجزيرة الرامنى الكركدن، وهو حيوان على شكل الحمار العظيم جدّا، على رأسه قرن واحد معقف، وقال أيضا: إن بها جواميس لا أذناب لها.