وهو جسم شحمي خص بإلحاق المعدة من قدام ليفيدها حرارة مع سهولة الانبساط إذا امتلأت المعدة من الغذاء.
[النوع العاشر: الغشاء]
هو جسم منتسج من ليف عصباني كنسج الثياب ينبسط على سطوح الأعضاء التي لا حس لها يحويها كاللفائف فيصير لها حافظا يحفظ جواهرها وأشكالها على هيئاتها، ومنبها لها على المؤذي إذ طرأ عليها.
[النوع الحادي عشر: الجلد]
وهو جسم مركب من الشظايا العصبية والرباط والأجزاء الشعرية من العروق، ينسج بعضها في بعض كما ينسج بالغشاء فيحل البدن بأسرها فيحفظ ما تحويه لصلابتها، ويشعر بسبب الحس بما يوافقه ويخالفه وهو مفيض فضولا إلى أعضاء البدن الظاهرة؛ لأنها تدفع الفضول من العروق والوسخ إلى المسام.
[النوع الثاني عشر: المخ]
وهو جسم مناسب لطبيعة العظم خلقت في تجاويف العظام لغذائها، وذلك أن حرارة الدم ورطوبته اعتدلت ببرودة العظم ويبوسته فصار غذاء صالحا للعظم (١)، والله أعلم بالصواب.
[القسم الثاني: في الأعضاء المركبة وهو على نوعين ظاهرة وباطنة]
[أما الظاهرة فأنواع]
[الأول الرأس]
ولما كان الرأس محل السمع والبصر وهما محتاجان إلى مكان عال؛ لأن محل الديدبان لا يصلح إلا عاليا ليطلع على الأخبار من البعد ويخبر بها، اقتضت الحكمة الإلهية أن يكون الرأس في أعلى موضع من البدن، وخلق مستديرا؛ لأن الشكل المستدير أكثر مساحة من غيره من الأشكال، وقد احتيج إلى زيادة المساحة لكثرة ما تضمنها، والشكل الكروي أحسن الأشكال ولا يفعل من المصادمات إنفعال ذي الزوايا، وخلق مستديرا إلى الطول لأن منابت الأعصاب الدماغية موضوعة في الطول، وخلق الجمجمة صلبة حاوية للدماغ لتمنع الآفات عنه كالبيضة التي يتوقى بها الرأس، وخلقت مركبة من عظام ليبقى بعضها سليما إذا أصاب البعض آفة.
(١) انظر إلى قدرة الله ﵎ لو أن العظم خلي من هذا المخ كيف يكون حاله ولو خلي منه لأسرع الفساد والسوس إليه فتبارك الله أحسن الخالقين.