للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليها ويقلعها من أصلها، وقالوا: ربما يعيش الفيل أربعمائة سنة. قال الزيادي: رأيت فيلا في أيام المنصور، وقالوا: إنه يسجد لسابور ذي الأكتاف، وللمنصور من زمانه أربعمائة سنة، وإذا علم الملك سجد له كلما رآه، والفيل أشد الحيوانات حقدا.

(حكي) أن رجلا فيالا ضرب فيلا، فقالوا له: لا تنم حيث ينالك؛ فإنه حيوان حقود، فشد الفيّال الفيل إلى أصل شجرة، وأحكم وثاقه وتنحى عنه ونام وكان لذلك الفيل شعر كثير فتناول الفيل بخرطومه غصنا ووضع رأسه (١) على رأس الفيال، ولوى بها حتى ظن أنه تشبث به ثم جذب العصا جذبة قوية فإذا الفيال تحت قوائمه فخبطه خبطا هشمه.

[فصل: في خواص أجزائه]

قالوا: من سقي من وسخ أذنه ينام سبعة أيام.

(برادة نابه) إذا تضمد بها تنفع من الداحس.

(مرارته) يطلى بها البرص ويترك ثلاثة أيام يزول.

(عظمه) يعلق في رقاب الصبيان يدفع عنهم الصرع، وإن علق في رقبة البقر يدفع عنها الموق، وإذا سحق وعجن بالعسل وطلى به الكلف يزول، ولو علق العاج على شجرة لم تثمر تلك السنة، ولو دخن به في بيت فيه بق مات البق، وحكاك العاج ينثر على الجراحة الميتة تبرأ، وينفخ في خيشوم الراعف ينقطع دمه، ولو أكلت المرأة من حكاك العاج تحبل إذا أتاها زوجها.

(جلده) يشد قطعة منه على من به حمى نافض تزول عنه، وتسقط البواسير من دخانه، وإذا نام على جلد الفيل صاحب الفالج يزول عنه.

(بوله) إذا رش في مكان يهرب الفأر منه، وإذا سقيت منه المرأة العاقر تحبل. (زبله) يتخذ منه سافة تتحمل بها المرأة لا تحبل، ويسقى صاحب القولنج لا يعود قولنجه أبدا، ويدخن تحت ذيل من به حمى ينفعه نفعا بينا، وزواني الهند اللاتي وقفن يتحملن زبل الفيل دفعا للحبل واستبقاء للطراوة والشباب؛ فإنهن موقوفات على جميع أصناف الرجال وهذا أسرع إلى الحبل؛ لأنها لا تعدم من يوافق مزاجها مزاجه فتحبل فيبطل جمالها.

(قرد) حيوان قبيح مليح ذكي سريع الفهم يتعلم الصنعة.


(١) أي: رأس الغصن.

<<  <   >  >>