(جبل نهاوند) قال ابن الفقيه: على هذا الجبل طلسمان صورة ثور وسمك، يقال: إنهما للماء حتى لا يقل، وماؤه ينقسم قسمين قسم يجري إلى نهاوند، والآخر إلى دينور.
(جبل هرمز) بأرض طبرستان، جبل يسمى هرمز ينزل منه الماء وينصب إلى وهدة (١) فإذا صاح الإنسان صيحة يقف، وإذا صاح أخرى يسيل وهكذا جبل الهند، قال صاحب تحفة الغرائب: بأرض الهند جبل عليه صورة أسدين، والماء يخرج من فمهما فيصر ساقيتين وعليهما شرب قريتين على كل ساقية قرية، فوقعت بين القريتين خصومة على الماء فسكروا فم إحدى الصورتين فانقطع ماؤه وخرجت القرية، والله أعلم.
(جبل واسط) قال أحمد بن عمر العذري: إنه بالأندلس بقرب سدونة، في هذا الجبل كهف، فيه شق، وفي الشق فأس حديد متعق تراه العيون وتناله الأيدي ومن أراد إخراجه لم يطق ذلك، وإذا رفعته اليد ارتفع وغاب في الشق، ثم يعود إلى حالته، ذكر بعض مشايخ بسدونة أن بعض الناس أوقد نارا عظيمة على هذه الصخرة، ورش عليها الخل لتنفتح الصخرة ويخرج الفأس فما أفاد شيئا.
(جبل بله سيم) بله اسم ضيعة من ضياع قزوين، هناك جبل حدثني من صعد هذا الجبل قال: عليه صور الحيوانات مسخها الله تعالى حجرا، منها راع متكيء على عصا يرعى غنمه، وامرأة تحلب بقرة، وغير ذلك من صور الإنسان والبهائم، كلها مسخت حجرا، وأهل قزوين يعرفون ذلك، والله تعالى أعلم بالصواب.
[فصل: في تولد الأنهار إذا وقعت الأمطار والثلوج على الجبال]
تنصب إلى الغارات وتبقى مخزونه فيه في الشتاء، فإذا كان في أسفل الجبال منافذ ينزل الماء من الأوشال بتلك المنافذ، فتحصل منها الجداول وينضم بعضها إلى بعض، فيحدث منها أنهار وأودية، فإن كانت الخزانات في أعلى الجبال، فيستمر جريانها أبدا؛ لأن مياهها تنصب إلى سفح الجبال ولا تنقطع مادتها لوصول مددها من الأمطار، وإن كانت الخزانات في أسفل الجبال فتجري منها الأنهار عند وصول مددها، ثم ينقطع عند انقطاع المدد وتبقى المياه فيها واقفة كما ترى في الأودية التي تجري في بعض الأيام، ثم تنقطع لانقطاع مادتها، قال صاحب تحفة
(١) الوهدة: أي: الأرض المنخفضة وتجمع على (وهاد) انظر لسان العرب مادة (وهد).