للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأيام العجوز في نوئها، وزعموا أن الصبي إذا فطم بنوء الصرفة لم يكد يطلب اللبن، وفي نوئها مطر ورياح وبرد بالليل، ويأتي المطر الموسمي، ورقيب الصرفة فرع الدلو المقدم.

(العواء) هي أربعة أنجم على أثر الصرفة تشبه الهاء المردودة الأسفل بالخط الكوفي، والعرب شبهوها بكلاب تتبع الأسد، وقال قوم: هي وركا الأسد، وطلوعها لاثنتي عشرة ليلة تخلو من أيلول، وسقوطها لاثنتين وعشرين ليلة تخلو من آذار، ونوؤها يسير، والعرب تقول: إذا طلعت العوا طاب الهوا، وفي نوئها يستوي الليل والنهار، ويأخذ الليل في الزيادة والنهار في النقصان، وهو ابتداء الخريف، ورقيب العواء بفرع الدلو المؤخر.

(السماك) هو السماك الأعزل، وأما السماك الرامح فلا ينزله القمر، وهو كوكب أزهر، وإنما سمي أعزل؛ لأن الرامح عنده كوكب يقال له: راية السماك، وأما الأعزل فلا شيء عنده، والأعزل هو الذي لا سلاح معه، والعرب يجعلون السماكين ساقا الأسد، وطلوع السماك الأعزل لخمس ليال مضين من تشرين الأول، وسقوطه لأربع ليال تخلو من نيسان، ونوؤه غزير قلما يخلف مطره إلا أنه مذموم؛ لأنه ينبت البسر، وهو نبت إذا بلعته الإبل مرضت، والعرب تقول:

إذا طلعت السماك ذهبت العكاك، وفي نوئه صرام النخل وقطع العنب، ويأتي المطر الولي، ورقيب السماك بطن الحوت، وهذه آخر المنازل الشامية.

[(وأما المنازل اليمانية فأولها)]

(الغفر) وهو ثلاثة كواكب خفية، وإنما سمي غفرا؛ لأن عند طلوعه تستتر نضارة الأرض وزينتها، وطلوعه لثمان عشرة ليلة تخلو من تشرين الأول، وسقوطه لست عشرة ليلة تخلو من نيسان، قال الساجع: إذا طلع الغفر اقشعر السفر وذبل النضر، وفي نوئه يؤبر النخل ويقطع القصب الفارسي، ومطره ينبت الكمأة، ورقيب الغفر الشرطين.

(الزبانا) هي زبانا العقرب؛ أي: قرناها، وهما كوكبان مفترقان بينهما في رأي العين مقدار خمسة أذرع، وطلوع الزبانا آخر ليلة من تشرين الأول، وسقوطها لليلة تبقى من نيسان، والعرب يصفونها بهبوب البوارح، وهي الشمال الشديدة الهبوب، وتكون في الصيف حارة، قال الساجع:

إذا طلعت الزبانا فاجمع لأهلك ولا تتوانى، وفي نوئه يدخل الناس بيوتهم في إقليم بابل ويشتد البرد، ومطره ينبت الكمأة، والزبانا رقيبه البطين.

(الإكليل) هو رأس العقرب، وهو ثلاثة كواكب زاهرة مصطفة معترضة وطلوع الإكليل

<<  <   >  >>