(أيلول) ثلاثون يوما، في الأول عيد رأس السنة وتمامها ويكون سوق منبج، وفي الثالث يبتدأ بإيقاد النار في البلاد الباردة، وفي الثاني عشر يفصد ويشرب الدواء، وفي الثالث عشر تنتهي زيادة النيل في مصر وعيد كنيسة القيامة، وفي الرابع عشر عيد الصليب، وفي السادس عشر فطام الأطفال، وفي الثامن عشر اعتدال الليل والنهار وهو أول الخريف عند العجم والربيع عند الصينيين، وزعموا أن المطر في السحاب الذي يرتفع فيه يصبى الروح ويبرئ الجسد، وفي العشرين يرجع الماء من أعالي الشجر إلى عروقه، وفي الرابع والعشرين زعم أصحاب التجارب أنها تهب الرياح وتأتي الغربان البقع في أكثر البلاد، وهذه أمور تتكرر في كل سنة على رأي أصحاب التجارب في الأوقات المذكورة.
[فصل: في شهور الفرس]
وهي متساوية في العدد؛ لأن أيام سنتهم عددها ثلاثمائة وخمسة وستون يوما فجعلوا كل شهر ثلاثين يوما، ووضعوا في آخر السنة خمسة أيام، والشهر عندهم لا يكون على أسابيع كما هو عند العرب، بل هو عندهم من أول الشهر إلى آخره، ولكل يوم اسم يعرف به ذلك اليوم ويتميز به عن غيره من الأيام، وهذه صورها:
(ا) هرمز (ب) بهمز (ج) أردبهشت (د) شهرير (هـ) استداند (و) حوادار (ز) مرداد (ح) دي بادر (ط) إحدى (ي) دي (يا) حور (يب) ماء (يج) تبر (يد) كوش (يه) ذي بهمر (يو) مهر (يز) سروسن (يح) رشن (يط) قردوميز (ك) بهرام (كا) رام (كب) بادر (كج) دي بديز (كد) دي (كه) أرد (كو) اشتاد (كز) اسمان (كح) زاميار (كط) مارال (ل) أنير، وإنما وضعوا لكل يوم من الأيام اسما؛ لأن لهم في كل يوم مأكولا وملبوسا ومشموما تخالف غيرها، ولهم أعياد منها ما هو موضوع لأمور دنياوية، ومنها ما هو موضوع لأمور دينية، أما الدنياوية فقد وضعها ملوك الفرس؛ ليتوصلوا بها إلى سرور النفس مع اكتساب الدعاء والحمد والثناء أخذها الخلف عن السلف تيمنا وتفاؤلا، وأما الدينية فقد وضعه أرباب الديانات، والمطلوب منها الخيرات والسعادات الأخروية فيما يرونه، ونحن نذكر ما كان في كل شهر إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق.
(فروردين ماه) اليوم الأول منه النيروز وهو أول يوم من السنة، واسمه بالفارسية يعطي هذا المعنى، وزعموا أن الله تعالى في هذا اليوم أدار الأفلاك وسير الشمس والقمر وسائر