(بوم) طائر معروف لا يبرز بالنهار؛ لضعف بصره ويحب الوحدة وتتشاءم الناس، به والحيات والأفاعي تهرب من صوته، وتصطاد السنانير الضعاف، وتعادي الغراب وهو ذليل بالنهار، أما بالليل فلا يقدر عليه شيء من الطيور، والطير تعرف ذلك منه فإذا كان النهار تجتمع عليه الطير وتنتف ريشه؛ ولهذا ينصب الصياد في الشبكة البومة.
[فصل: في خواص أجزائه]
يكتحل بمرارته تنفع من ظلمة العين، زعموا أن إحدى عينيه تنام والأخرى تسهر، وسبيل معرفتها أن الراسبة في الماء تنوم، تجعل تحت وسادة من أردت، فإنه لا يستيقظ ما دامت تحت وسادته، والطافية تسهر فالتي تسهر تجعل تحت فص الخاتم من تختم به لا يغلبه النوم، و (عيناه) تخلط بالمسك ويستصحبه فكل من شم رائحته يحبه محبة شديدة (قلبه) يطعم صاحب القولنج واللقوة ويزيلهما وليكن مشويّا (مرارته) تخلط برماد خشب البلوط يأكله من في مثانته حصاة يفتتها وتخلط برماد خشب الطرفا، يأكله صاحب البول في الفراش ويزول عنه ذلك (كبده) سم قاتل يورث القولنج ولا دواء له والعياذ بالله (لحمه) يورث الغثيان ويجفف ويجعل في طعام ويطعم جماعة تقع بينهم الخصومة (دمه) يلطخ به طريّا وجه الملووق يزول عنه ذلك (قانصته)(١) تعمل عمل كبده (عظمه) يدخن به بين ندمان الشراب يعربد بعضهم على بعض، قالوا: إنها تبيض بيضتين:
إحدهما منبتة للشعر، والأخرى مزيلة، ومن أراد أن يعرف ذلك فليغسلها بالماء ويعصرها، فالمنبتة تميل إلى السواد والمزيلة إلى الصفرة.
(تدرج) طائر يقال له بالفارسية: مدود يغرد في البساتين بألحان طيبة، يسمن عند صفاء الهواء وهبوب الشمال، ويهزل عند كدورتها وهبوب الجنوب ووقت البيض يتخذ دائرة من التراب اللين ويضع البيض فيها؛ لئلا تتعرض له الآفات وإذا كان وقت الزلزلة تجتمع التداريج وتصيح قبل ذلك بساعة، ثم تقع الزلزلة نعوذ بالله من ذلك.
(تبوط) طائر يقال له بالفارسية: كسوا تتخذ من لحا الأشجار شبه الليف، وتتخذ منه كهيئة القفة ويفتل خيطا يشد القفة به وتدليها من بعض الأغصان ثم تبيض فيها.