للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فصل: في خواص أجزائها]

(جلدها) يطاف به خارج القرية والمزرعة، ثم يعلق على وسط القرية أو المزرعة؛ فإنها تأمن من آفة البرد والجلود (أحشاؤها) يجمع في كوز جديد ويعرض على النار حتى يجف، ثم يشد في خرقة ويعلق على المسحور أو على من ظن أنه مسحور فإنه ينحل بإذن الله تعالى.

(حلزون) دودة في جوف أنبوبة حجرية، تنبت على الصخرة (١) التي في سواحل البحار وشطوط الأنهار، وتلك الدودة تخرج نصف بدنها من جوف تلك الأنبوبة الصدفية وتمشي يمنة ويسرة تطلب مادة تتغذى بها، فإذا أحست برطوبة ولين انبسطت إليها، وإذا أحست بخشونة أو صلابة انقبضت وغاصت في جوف تلك الأنبوبة حذرا من المؤذي لجسمها، وإذا انسابت جرّت بيتها أيضا معها.

قال ابن سينا: تطلى الجبهة بالحلزون تمنع انصباب المواد إلى العين.

(حية) من أعظم الحيوانات خلقة، وأشدها بأسا، وأقلها عددا، وأطولها عمرا.

قالوا: ليس من حيوانات البر شيء أعظم من التنين ولا شيء يقتل نهشه أسرع من الحية؛ ولهذا أمر النبي بقتلها في الحل والحرم، وقال النبي : «من قتل حية فله عشر حسنات».

ولما حرمت الحية آله الهرب أعطاها الله تعالى سلاحا تدفع عن نفسها، فلأجل ذلك إذا سمع الإنسان بوجودها في بقعة هرب منها ولا يقربها، ولولا نابها لاتخذها الناس حبلا ولعبت بها الصبيان.

وذكروا: أن الحية تتولد من شعر الإنسان إذا وقع في الماء وأثرت الشمس فيه، وأنها يكثر اختلاف أصنافها في الكبر والصغر والتعرض للإنسان والهرب منه؛ فمنها ما لا يؤذي إلاّ إذا وطئها واطئ، ومنها ما لا يؤذي إلاّ إذا وطئ حماها، ومنها ما لا يؤذي إلاّ على بيضها وفرخها، ومنها ما لا يؤذي إلاّ إذا آذاها الناس مرة.

ومنها الأسود الذي يحفر ويمكن حتى يدرك الفرصة، ومنها الحفاف وهي دابة تشبه الحية ولها نفخ ورعيد وتقريب، وهي أشر هيئة من الأفعى والثعابين، وإنها لا تضر ولا تنفع والحيات


(١) وهي حيوان بحري رخو يعيش في صدفة وبعضه يؤكل.

<<  <   >  >>