ومنها ما أعطى في حلقه كالحمام، ومنها ما أعطى في حنجرته كالبلابل والقنابر، ومنها ما أعطيت العجب في تركيب أعضائها كالديكة واللقالق والكراكي والنعائم، ومنها ما أعطى في صنعته كالخطاف واليقوط والقنبرة وسنذكر بعض ما يتعلق بها من العجائب وترتيب أسماء الطيور على حروق المعجم إن شاء الله تعالى.
(أبو براقش) طائر حسن الصوت طويل الرقبة والرجلين، أحمر المنقار في حجم اللقلق، يتلون كل ساعة بلون من أحمر وأخضر وأصفر وأزرق وفيه يقول الشاعر:
كأبي براقش كل لو … ن لونه يتخيل
وعلى لون هذا الطائر نسجت ثياب تسمى أبو قلمون تجلب من بلاد الروم، ولم يحضرني شيء من خواصه.
(أبو هارون) طير في حنجرته أصوات مليحة شجية يفوق النوائح، ويروق فوق كل معنى لا يسكت بالليل البتة، ويصيح إلى وقت الصباح وتجتمع عليه الطيور لالتذاذها باستماع صوته، وربما يمر العاشق عليها فلا يقدر على العبور؛ بل يقعد ويبكي على صوته.
(إوز) طير يحب السباحة (١) وفرخه يخرج من البيض ينزل في الماء، ويسبح في الحال، والأنثى إذا حضنت لا تقبل إلا بيض نفسها، ولا تقبل إلا تسعا أو إحدى عشرة، وإذا حضنت الأنثى قام الذكر يحرسها لا يفارقهما طرفة عين وتخرج أفراخها يوم التاسع عشر، فإن أبطأ فإلى آخر الشهر وفي جوف الإوز حصاة تنفع من الاستطلاق إذا سقي المبطون.
[فصل: في خواص أجزائه]
(لسانه) ينفع من تقطير البول إذا أكل.
(مخه) يكمد به الرأس ينفع من الصداع.
(مرارته) تذاب بدهن البنفسج ويسعط به صاحب الشقيقة في المنخر الذي يلي الألم ينفعه.
(شحمه) ينفع الشقاق العارض من البرد وداء الصوت، ويزيد في الباه (خاصة عينه اليسرى) تشد على يمين صاحب الحمى الربع تذهب عنه وتنفع من وجع الأعضاء كلها.