للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(شعره) يتساقط كل سنة؛ لذلك سمى تساقط شعر الإنسان داء الثعلب، ويجعل العنصل حول بيته حتى لا يقصده الذئب؛ فإن الذئب إذا وقعت رجله على العنصل يموت، وينام في وجاره بطمأنينة، وإذا جاع يرمي نفسه في الصحراء متماوتا، ويمد يديه ورجليه ويركز بطنه وينفخه؛ حتى يحسبه الطير أنه ميت فيجتمع عليه الطير؛ ليأكله فيصيد منها ما شاء.

(وحكي) بعضهم قال: مررت على ثعلب فوجدته قد ركز بدنه فظننت أنه مات منذ أيام فتركته، فلما أحس بالكلاب علم أن حيلته لا تخفى على الكلاب فوثب وولى هاربا، وصار في شجرة. وإذا نزلت عليه الجوارح تضرب بجناحها حتى يدركه الكلب يستلقي ويخدش الجارحة خدشا لا تقربه بعد ذلك، وله حيلة في قتل القنفذ؛ وذلك أنه إذا لقي القنفذ استدار القنفذ وأمكنه من شوكه، فيبول الثعلب عليه، فإذا فعل ذلك اعتراه الانسياب فانبسط وتمدد، فيقبض على مراق بطنه ويأكله، وإذا مرض أكل البصل البري يبرأ، وإذا تولدت القمل فيه وتأذى منه أخذ بفيه ليفة أو صوفة ويقف في الماء ثم ينزل قليلا قليلا حتى يجتمع القمل في تلك الليفة أو الصوفة، ثم يخليها ويغوص في الماء ويسبح ويستريح.

[فصل: في خواص أجزائه]

(رأسه) إذا ترك في برج الحمام يهرب عنها.

(نابه) يشد على الصبي الذي به ريح الصبيان يذهب عنه، ويزول عنه فزع النوم وتحسن أخلاقه، ونابه اليسرى يعلق على من تألم من نابه اليسرى، واليمنى على اليمنى يزول ألمها.

(مرارته) تنفخ في أنف المصروع لا يصرع في ذلك الشهر، ويكتحل بها من نزول الماء.

(لحمه) ينفع من اللقوة والجذام والفالج إذا داوم على أكله.

(شحمه) يذاب ويطلى به رجل المنقرس يزول وجعه في الحال، ويطلى به خشب الرمان ويفرش في البيت تجتمع عليه البراغيث.

(خصيته) تشد على الصبي ينبت سنه بسهولة.

(قضيبه) يشد على من به صداع يزول عنه.

(جلده) من أحسن الفراء ليس في الوبر أكثر وفاء منه.

قال ابن سينا: إنه أنفع شيء للمبطونين.

<<  <   >  >>