للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال صاحب المنطق: فأفسدت الأرضة على كثير من أهل القرى منازلهم وأكلت كل ما لهم إلى أن سلّط الله تعالى عليها النمل فأتت عن آخرها.

(أفعى) حية قصيرة الذنب من أخبث الحيات عيناها طولانية، مخالفة لصور سائر الحيوانات وحدقتها بارزة كالجراد إذا فقئت عينها تعوض ولا تغمض عينها البتة.

قالوا: تختفي في التراب أربعة أشهر البرد، ثم تخرج وقد أظلمت عيناها تطلب شيئا من الرازايانج وتحك عينها به يرجع إليها ضوؤها ولو قطعت ذنبها يرجع إليها كما نبت ولو قلع نابها رجع إليها أيضا بعد ثلاثة أيام، ولو ذبحت تبقى تتحرك ثلاثة أيام وهي أعدى عدو للإنسان والبقر الوحشي يأكلها أكلا ذريعا.

(وحكي) أنها نهشت ناقة في مشفرها ولها فصيل فرضعها فمات الفصيل في الحال قبل موت أمه وإذا مرضت أكلت ورق الزيتون.

[فصل: في خواص أجزائه]

(دمها) يكتحل به يحد البصر ويمنع الغشا (شحمها) يذاب يمنع من نزول الماء اكتحالا وينتف شعر الإبط ويطلى بشحم الأفعى لا يرجع ينبت (قلبها) يجفف ويشد على إنسان لا يؤثر فيه السحر ويذهب حمى الربع (لحمها).

قال أبقراط: من أكله أمن من الأمراض الصعبة، ويقوي الأعصاب ويبطئ الشيب.

حكى عمر بن يحيى العلوي قال: كنّا في طريق مكة فأصاب رجلا منا الاستسقاء والعياذ بالله، فسلب العرب قطارا فيه ذلك الرجل العليل، ورجعنا بعد الحج إلى الكوفة؛ فإذا هو بالكوفة معافى فسألته عن حاله؛ فقال: إن الأعراب لما سلبوا القطار ساقوه إلى مسكنهم، وكان على فراسخ فطرحوني في أواخر بيوتهم، وكنت أتمنى الموت إلى أن رأيتهم يوما قد أخرجوا أفعى صادوها؛ فقطعوا رأسها وذنبها وشووها، وكانوا يأكلون منها.

فقلت في نفسي: هؤلاء قد اعتادوا أكل هذا فلا يضرهم فلعلي أنا إن أكلت منه مت فاسترحت فاستطعمتهم فرمى إليّ بعضهم واحدة وزنها أرطال فأكلتها فأخذني نوم ثقيل فانتبهت وقد عرقت عرقا شديدا واندفعت طبيعتي فقمت في يومي وليلتي أكثر من مائة مرة فتقطعت قوتي.

<<  <   >  >>