للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الهرم تصعد نحو الهواء إلى أن يخرق بريشها، ثم تنزل وتغوص في شيء من عيون الماء فيذهب هرمها وتعود إليها قوتها.

وهو طويل العمر بعيد التسافر يتغذى بالعراق ويتعشى باليمن.

والعرب تقول: فلان أحزم من فرخ العقاب؛ لأن العقاب وسائر فراخ الطير تتخذ أوكارها في عروض الجبل، وربما كان أملس بحيث لو تحرك الفرخ من مجثمه لهوى من رأس الجبل إلى حضيضه (١).

والفرخ يعرف ذلك مع صغره وقلة تجربته لا يتحرك أصلا، ولو وضع شيء من أفراخ الأهليات كالدجاج والحجل والقطا في أوكار الوحشيات لتهافتت في الحال وسقط عنها، وأعجب من هذا أن الفرخ لا يطير حتى تستوي قصبة ريشه، فسبحان من أفهم كل حيوان مصالح نفسه ومفاسده.

[فصل: في خواص أجزائه]

(مرارته) تنفع من ظلمة العين اكتحالا ويطلى به ثدي النساء اللاتي انعقد اللبن في ثديهن؛ فإن ألمها يسكن في الحال ويفتحها ويكثر لبنها (دمه) يجفف ويخلط بالإهليلة الصفراء مسحوقا ويكتحل به ينفع من جرب العين، ولو طلي به من خراج كان أيضا نافعا (شحمه) يذاب بالزيت ويطلى به رجل المنقرس يزول ألمها، وكذلك وجع المفاصل وشحمه أيضا، يخلط بالصبر والعسل ويجعل على الناصور مرتين أو ثلاثا يصلحه.

(عقعق) طائر معروف كثير الخيانة يسلب الأشياء النفيسة (٢) من الحلي والجواهر ويرميها موضعا آخر ولا يتخذ العش إلا في ظلمة أو تحت سقف، ويأتي بورق الدلب يتركه في عشه كي لا يقصد الخفاش بيضه وكثيرا ما تنسى عشها وأفراخها فما لها ذكاء كما لغيرها من الطيور.

[فصل: في خواص أجزائه]

(دماغه) يخلط بالغالية ويسعط بها صاحب اللقوة والفالج يذهب ما به من الأذى (دمه) يجفف ويخلط بماء الورد ويسقى إنسانا يبقى ثرثارا مكثارا وطريه يطلى به الموضع الذي فيه نصل


(١) أي: سفحه.
(٢) النفيسة: أي الغالية.

<<  <   >  >>