أو شوكة يخرجها بالسهولة (شحمه) يطعم للصبي بالسكر يكون فصيحا حافظا (ريشه) يحرق ويذر في جحر النمل تهرب كلها بحيث لا يبقى منها شيء (مخ رأسها) يكتحل به بعد الخروج من الحمام مرتين أو ثلاثة يزيل بياض العين بالكلية.
(عنقاء) أعظم من الطيور جثة وأكبرها خلقة تخطف الفيل، كما تخطف الحدأة الفأر كان في قديم الزمان يختطف من بيوت الناس؛ فتأذوا منه من في جناياته إلى أن سلب يوما عروسا مجلوة فدعا عليه حنظلة النبي ﷺ؛ فذهب الله به إلى بعض جزائر البحر المحيط تحت خط الاستواء وهي جزيرة لا يصل إليها الناس وفيها حيوانات كثيرة: كالفيل والكركند والجاموس والنمر والسباع وجوارج الطير والعنقاء لا تصيد منها؛ لأنهم تحت طاعتها، وإذا أتى بشيء من الصيد يأكل منه والباقي تأكل منه الحيوانات التي تحت طاعتها.
ولا تصيد إلاّ فيلا أو سمكا عظيما أو تنينا؛ فإذا فرغ منه يخلي البقية لها ويصعد إلى موضعه ويتفرج على أكلها وعند طيرانه يسمع من ريشه صوت كهجوم السيل أو صوت الأشجار عند هبوب الريح.
وحكى عن بعض التجار قال: ضللنا الطريق في البحر المحيط، وتحيرنا، فإذا نحن بسواد عظيم كغيم مظلم فذكر الملاحون: أنه العنقاء فتبعاه حتى دخلنا تحت ذلك السواد ثم فتحنا اللسان بالدعاء له فلا يزال يمشي بنا حتى وجدنا الطريق ثم غاب عنا.
وذكروا: أن عمر العنقاء ألف وسبعمائة سنة، ويتزاوج إذا أتى عليه خمسمائة سنة فإذا حان وقت بيضها يظهر بها ألم شديد فيأتي الذكر بماء البحر في منقاره ويحقنها به فتخرج البيضة عنها فيحضن الذكر، والأنثى تمشي وتصيد ويفرخ البيض بمائة وخمسة وعشرين سنة، فإذا كبر الفرخ فإن كان أنثى فالعنقاء الأنثى تجمع حطبا كثيرا والذكر يوقد بمنقاره نارا ويضرم ذلك الحطب والأنثى تدخل تلك النار وتحترق والفرخ يبقى زوج الذكر، وإن كان الفرخ ذكرا فالعنقاء الذكر يفعل مثل ذلك ويبقى الفرخ زوج الأنثى.
وقد ذكروا في العنقاء أقوالا عجيبة أعجب مما ذكرنا؛ لكنها لم تكن مستندة إلى قائل يعتمد فاعتمدنا على هذا القدر.