للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(صاف) طائر لا ينام شيئا من الليل أصلا، فإذا أظلم الليل يتدلى من شجرة ويقبض على شيء من أعوادها برجليه منتكسا ولا يزال يصيح حتى يشرق الصبح، قالوا: إنه يخاف من وقوع السماء عليه.

(صقر) هو الجارح المعروف الذي يقال له بالفارسية: جزع، وصيده أعجب من جميع الجوارج وهو أنه إذا أرسل الصفران إلى ظبية نزل أحدهما على رأسه ويضرب عينيه بجناحه، ثم يعلو وينزل الآخر ويفعل مثل ذلك هكذا يشغلانه عن المشي حتى يدركه من يبطش به.

ومن العجب أن الصقر مع صغر جثته يثب على الكركي مع ضخامته ويغلبه؛ وذلك لشجاعته التي خلقها الله تعالى فيه فلم يعبأ بعظم جثة الكركي لضعفه عنه مع زيادة قوته وجثته.

(طاوس) أحسن الطيور جمالا وحسنا وأروقها لونا (١) ولله تعالى في خلقه حكمة في اختلاف ألوانها، فترى في وسط كل ريشة دائرة من الذهب مختلطة بالزرقة والخضرة وغيرهما من الألوان التي يلائم بعضها بعضا؛ ينشأ من تركيبها زيادة حسن فإن الذهب إذا جعلته على الحمرة أو الصفرة أو البياض لا تجد مثل حسنها على الزرقة والخضرة والكحلية.

فانظر إلى قدرة الصانع كيف خلق في بيضه تلك النقوش العجيبة والألوان الحسنة؟! ثم إن الذهب الذي يولدها في الجحر لا يخرج إلاّ بالحيلة الشديدة ولا يصلح للتزويق إلاّ بعد أن يعمل عليها صناع كثر مختلفو الصناعات، وكيف خلق الله في البيضة خاصية يتبين منها لون الذهب، فسبحانه ما أعظم شأنه، وأوضح برهانه.

قالوا: عمر الطاوس خمس وعشرون سنة، وفي هذه المدة يتلون بألوان كثيرة، وفي كل سنة يلقي بريشه وقت الخريف وإذا بدت الأشجار بالأوراق يكتسي الطاوس أيضا بريشه.

قال ابن سينا: من أراد أن يظفر بإبعاد الهوام يقتني طاوسا في مكانه.

[فصل: في خواص أجزائه]

(مخه) السذاب والعسل ينفع من القولنج وأوجاع المعدة (دمه) من سقي منه يجن (مرارته) يشرب منها وزن دانق بالسكنجبين نافع للمبطون ويذهب بثقل اللسان (لحمه) يزيد في الباه


(١) ويضرب به المثل في الجمال.

<<  <   >  >>