(ريش رأسه) يجعل تحت وسادة إنسان لا ينام ما دام تحت رأسه (دماغه) ينفع من ظلمة العين اكتحالا ولو خلط بدهن ورد ودهن به الإنسان رأسه لا يتولد فيه القمل (عينه) تشد في خرقة وتعلق في سرير؛ كل من نام عليه سهر (قلبه) يجفف ويسحق ويسقى في شيء من الأنبذة يعين على الجماع معاونة عظيمة (لحمه) يحد البصر جدّا (دمه) يسقي المرأة تذهب شهوتها بحيث لا تريد الرجال البتة (زرقه) ينضج الدماميل إذا ضمد به.
(خفاش) طائر مشهور، بصره ضعيف يسوؤه شعاع الشمس، لا يخرج إلاّ بين الضياء والظلام يشبه الفأر (جناحه) جلدة رقيقة وله أسنان وللأنثى ثدي كما للفأر ويرضع ولده، وإنما طالب بنو إسرائيل عيسى صلوات الله عليه بخلق الخفاش؛ لأنه أتم الطير خلقة؛ لأن له آذانا وأسنانا وثديا فاتخذ من الطين كما أخبر الله تعالى: ﴿تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ﴾ [المائدة: ١١٠] يقصد الذباب والبق والبعوض وأمثالها وربما تأخذ ولدها في فمها وتطير، وترضع ولدها وتأكل الرمان على الشجرة وتتركه قشرا مجوفا، وتهرب من ورق الدلب إذا ترك في مكانها وإذا علقت خفاشة في شجرة من قرية جاوز الجراد عنها.
[فصل: في خواص أجزائه]
(رأسه) يترك في برج الحمام يألف إليها وإذا ترك تحت وسادة إنسان لا ينام (دماغه) قال ابن سينا: ينفع من نزول الماء اكتحالا (قلبه) يعلق على من هاجت به شهوة الوقاع يسكن دمه، يزيل الغشاء اكتحالا ويطلى به الإبط والعانة بعد النتف؛ فإنه لا يرجع ينبت الشعر بعد ذلك (زرقه) يزيل الظفرة وبياض العين اكتحالا، ويلقى في جحر النمل تهرب كلها ويطلى العضو الذي أريد إزالة شعره بماء الزرنيخ والنورة وزرق الخفاش فإنه لا ينبت إلاّ بعد مدة طويلة، وإذا فعل ذلك مرارا لا ينبت البتة.
(دراج) طير مبارك كثير النتاج محدب الظهر مبشرا بالربيع، ويؤكل لحمها وتحسى مرقتها؛ فإنها تزيد في الباه وتقوي الشهوة والمداومة على أكل لحمه يزيد في الدماغ والفهم، قاله ابن سينا وهو القائل: بالشكر تدوم النعم وصوته على وزن هذه الكلمات، وتطيب نفسه في الهواء الصافي وهبوب الشمال، ويسوء حاله بهبوب الجنوب حتى لا يقدر على الطيران.