(نهر اليمن) قال صاحب (تحفة الغرائب): بأرض اليمن نهر عند طلوع الشمس يجري من المشرق إلى المغرب، وعند غروبها يجري من المغرب إلى المشرق، والله تعالى أعلم.
[فصل: في تولد العيون والآبار وعجائبها]
ذهبوا إلى أن في جوف الأرض منافذ ومسام، وفيها إما هواء أو ماء، فإن كان هواء يصير ماء بسبب برودة تلحقها، فإن كان أصابه مدد من جهة أخرى لا يسع ذلك الموضع تنشق الأرض إن كانت رخوة ويظهر على وجهها، وإن لم يكن لها قوة الخروج فيحتاج إلى أن ينحى عنه التراب حتى يظهر كماء القنوات والآبار، هذا إذا لم يكن لها مادة من البحار والأنهار والأوشال فإن كان لها مدد فسببها ظاهر.
وأما سبب اختلاف العيون فإن منها حارة وباردة وعفصية وشبية، وأمثال ذلك؛ فإن المياه تسخن تحت الأرض في الشتاء وتبرد في الصيف بسبب أن الحرارة والبرودة ضدان في باطن الأرض لا يجتمعان في مكان واحد وزمان واحد فإذا جاء الشتاء برد الجو، وفرت الحرارة إلى باطن الأرض، والأمر في الصيف بضد ذلك، فإن كانت مواضعها كبريتية بقيت الحرارة فيها دائمة بسبب المادة الكبريتية وهي مادة رطوبة دهنية، فإن أصابها نسيم الهواء وبرد الجو جمدت فصارت زئبقا أو قيرا أو نفطا أو شبّا أو ملحا أو ما شابه ذلك بسبب اختلاف تراب بقاعها وتغير أهوية أماكنها.
ولنذكر بعض العيون العجيبة ثم الآبار العجيبة مرتبة على حروف المعجم والله الموفق.
(عين أذربيجان) قال في (تحفة الغرائب): أذربيجان عين ينبع الماء منها وينعقد حجرا والناس يتخذون قالب اللبن ويصبون من ذلك الماء عليه ويصبرون عليه يسيرا والماء في القالب يصير حجرا.
(عين أدربيهستل) أدربيهستل ضيعة من ضياع قزوين، على ثلاثة فراسخ منها.
بها عين إذا شرب الإنسان من مائها أسهل إسهالا شديدا، ومن خواصها أن الإنسان يقدر أن يشرب منها عشرة أرطال، ويقصدها في كل يوم خلق كثير من النواحي لشربها لأجل الإطلاق.
وإذا حمل من مائها إلى قزوين زالت خاصيته فلا يعمل شيئا، وسمعت أهل قزوين يقولون بين هذه الضيعة وبين قزوين نهر إذا جاوز ذلك النهر بطلت خاصيته.