للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فصل: في خواص أجزائه]

(قلبه) إذا أكل يورث الشجاعة، وفي بلاد الهند يأكلونه لذلك.

قيل: من أكل قلبه تسخر له الحيوانات، (جلده) يشد على العاشق يزول عشقه، ومن استصحب منه شيئا تسخر له الحيوانات، (رأسه) تدفن في موضع تتوجه إليه الخيرات.

(جراد) (١) هو صنفان: أحد الصنفين يطير في الهواء ويقال له: الفارس، والآخر: ينزو نزوانا ويقال له: الراجل فإذا رعت أيام الربيع طلبت أرضا طيبة التربة رخوة، ونزلت هناك وحفرت بأذنابها حفرا وباضت فيها كل واحد مائة بيضة إلاّ بيضة، وطارت وآفتها الطيور والبرد، ثم إذا أتت أيام الربيع واعتدل الزمان يفقس ذلك البيض المدفون، ويظهر مثل الذباب الصغار على وجه الأرض وأكلت زرعها حتى قويت ثم تنهض إلى أرض أخرى وباضت كما فعلت في عامها الأول، وهكذا دأبها ﴿ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ [الأنعام: ٩٦] [يس: ٣٨] [فصلت: ١٢].

قال صاحب الفلاحة: إذا رأيت الجرادة مقبلة نحو القرية فليتوار أهلها عنها بحيث لا يظهر أحد منهم، فإذا لم ير الناس جاوزت القرية، ولم يقع بها شيء منها، وإذا أحرقت شيئا منها فإن البقية تعدل عن القرية إذا شمت قيادها أو تسقط وتموت.

والجراد الطوال (الأرجل) تشد على رقبة صاحب الحمى الربع تزول حماه، ويدخن بها صاحب البواسير ينفعه وكذلك صاحب عسر البول (رماده) ينفع من الناصور.

قال ابن سينا: (أرجلها) تقلع الثآليل فيما يقال.

(حرباء) هو حيوان أعظم من العظاية يقال له بالفارسية: أقباب برشت، يدور مع الشمس ووجهه لها كيفما دارت حتى تغرب، ويكون رمادي اللون ثم يصفر (٢)، وإذا أثرت فيه حرارة الشمس احمر، وقيل: يختلف لونه باختلاف ساعات النهار كل ساعة لون، وإذا رأى من يقصده كبر نفسه وليس فيه شيء من الضرر.

قال الجاحظ: سمعنا ذلك في الورل، ولم نسمعه في الحرباء، وتجعل الحرباء في وسط الطين وتترك تحت النار ثلاثة أيام بلياليها ثم تشد على رقبة المصروع يزول صرعه.


(١) يضرب به المثل للشيء يذهب ولا يوقف على خبر يقال (ما أدري أي الجراد عاره).
(٢) وفي المثل: (أصرد من عين الحرباء) لمن اشتدت إصابته بالبرد.

<<  <   >  >>