(وحكي) أنه كان لكسرى (١) أردشير حصان اسمه أجدر توحش ولحق بالغابات وضرب فيها فأتت بنوع من الحمير يقال له: الأجدرية.
(ومنها) المتولد من الإبل الفالج والعراب، وتسمى: البختي وهو أحسن أنواع الإبل صورة، والفالج: هو الذي له سنامان.
(ومنها) المتولد من الإنسان والدب، حدثنى من رآه أن جميع أعضائه كأعضاء الإنسان إلا أنه يكون عليه شعر كما يكون على الدب ويكون ناطقا.
(ومنها) المتولد بين الذئب والضبع وهو شكل عجيب جدّا إن كان الذكر ضبعا يقال له:
السمع وإن كان الذكر ذئبا يقال له: العسبار.
(ومنها) المتولد بين الكلب والذئب يقال له: الديسم، قيل: إن الكلاب يفسدها الذئاب بأرض سلوقة باليمن فيتولد منها الكلاب السلوقية.
(ومنها) المتولد من الحمام والرشان وهو أيضا شكل عجيب يقال له: الراعبي، والله أعلم.
[(القسم الثالث في حيوانات عجيبة الصور)]
زعم الأطباء أنه إذا تولد من الحيوانات شكل غريب يكون ذلك مقتضى مزاج غريب، لا يحدث إلا نادرا، وزعم المنجمون أنه مقتضى مزاج غريب.
(منها) ما روي عن وهب بن منبه في عوج بن عبق أنه كان من أحسن الناس وأجملهم وكان لا يوصف طوله وعظمه، وعمّره الله تعالى عمرا طويلا حتى أدرك زمان موسى ﵊، وكان قد أدرك نوحا ﵊ أيضا قبل ذلك، وسأل نوحا أن يحمله في السفينة فقال له: من يحملك أغرب يا عدو الله عني فكان ماء الطوفان إلى وسطه وكان جبارا في خلقته وأفعاله، يسير في الأرض برّا وبحرا ويفسد ما شاء.
ولما حصل بنو إسرائيل بأرض التيه اطلع عليهم ووقف مشرفا على عسكرهم، حتى عرف طوله وعرضه فمضى إلى أعظم جبل بقربهم ونقر منه دومة على قدرهم، ثم احتملها على رأسه يريد أن يطبقها على بني إسرائيل؛ ليهلكوا جميعا فبعث الله طيرا في منقاره حجر فوضعه على الحجر الذي على رقبة عوج فنقب وسطه فنزل في عنق عوج فأخبر الله موسى ﵊ بذلك فخرج إليه بعصاه وضربه بها فقتله.