يا ذا الذي للحين يدعوه الحمق … خل عن الحسناء رسلا وانطلق
فلست في الجن بأول من عشق.
فبرز إلي في صورة أسود فتصارعنا فلم يغلب أحد منا صاحبه فقال لي: هل لك في خصال ثلاث؟ قلت: ما هي قال تجز ناصيتي وتعرض عن الجارية، قلت: ناصيتك أهون شيء علي، قال:
فتأخذ ما تشاء من الإبل، قلت: لا أبيع ديني بعرض الدنيا قال: فأخدمك أيام حياتي، قلت: ما لي إلى خدمتك حاجة فأنشد يقول:
بلي جسدي والحب يبلى جديده … ولم يبل مني إذ بلي جسدي وحدي عليك
سلام الله يا دعد (١) ما جرت … رياح الصبا في الغور يوما وفي نجد
فسرت بها إلى أهلها فزوجنيها أهلها ولي منها أولاد.
(وحكى) بعض الرعاة أنه نزل بواد بغنمه فسلب ذئب شاة من غنمه، فقام ورفع صوته ونادى يا عامر الوادي، فسمع صوتا يقول: يا سرحان رد عليه غنمه جاء الذئب بالشاة وتركها وذهب.
[فصل: النوع الثالث من الحيوان الدواب]
(أرنب) حيوان كثير التوالد يقال له بالفارسية حوز كوش قيل: إنه سنة ذكر وسنة أنثى، وتحيض مثل النساء يديه أقصر من رجليه إذا نام تشخص عيناه وإذا مرض أكل من القصب الأخضر يزول مرضه.
[فصل: خواص أجزائه]
(دماغه) تأكل المرأة منه وتتحمل ويباشرها زوجها تحبل، وإذا مرج به أسنان الصبي أسرع نباتها بلا وجع، قالوا: يؤخذ من الأرنب مثل السن المتأكلة إن كانت أعلى أو أسفل أو يمينا أو يسارا، يؤخذ من الأرنب مثل ذلك إذا وضعت عليه تنبته بإذن الله تعالى.
(مرارته) إن سقي منها إنسان غلب عليه النوم ولم يزل كذلك حتى يسقى الخل.