للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يسرع النبات، وأبطأت في الحمل وربما يبست.

(ومنها) أن الفواكه والرياحين والزرع والبقول والأعشاب زيادتها من وقت زيادة القمر إلى الامتلاء أكثر من زيادتها ونموها من الامتلاء إلى المحاق، وهذا أمر ظاهر عند أرباب الفلاحة حتى عند عامتهم فضلا عن علمائهم، فإنهم يجدون تأثير ذلك ولا سيما في البقول والخوخ والبطيخ والسمسم والقثاء والخيار والقرع من أول الشهر إلى نصفه يزيد أكثر مما يزيد من نصف الشهر إلى آخره.

(ومنها) أن الفواكه إذا وقع عليها ضوء القمر أعطاها لونا عجيبا من حمرة أو صفرة، فالتي يقع عليها الضوء في النصف الأول من الشهر أحسن لونا مما يقع عليها في النصف الأخير.

(ومنها) أن نبات القصب والكتان إذا وقع عليهما ضوء القمر في النصف الأول أشد تقطعا مما وقع عليهما آخر الشهر.

(ومنها) أن المعادن التي تتكون يكون جوهرها وصفاؤها أشد إذا كان تولدها من أول الشهر ولو كان في آخره لا يكون كذلك.

[خاتمة: في المجرة]

وهو البياض الذي يرى في السماء يقال لها: شرج السماء إلى زماننا هذا لم يسمع في حقيقتها قول شاف (١).

زعموا أنها كواكب صغار متقاربة بعضها من بعض، والعرب تسميها أم النجوم؛ لاجتماع النجوم وفيها زعموا أن النجوم تقاربت من المجرة فطمس بعضها بعضا فصارت كأنها سحاب، وهي ترى في الشتاء أول الليل في ناحية من السماء وفي الصيف أول الليل في وسط السماء ممتدّا من الشمال إلى الجنوب، وبالنسبة إلينا تدور دورا رحويّا فتراها نصف الليل من المشرق إلى المغرب، وفي الليل من الجنوب إلى الشمال فما كان منها شماليّا يكون جنوبيّا، وما كان جنوبيّا يكون شماليّا، والله أعلم بحقيقتها، وتكون على فلك يختص بها يدور بالنسبة إلينا رحويّا أو على شيء من الأفلاك المذكورة.


(١) لقد توصل علماء الفلك في عصرنا الحاضر إلى حقيقة هذه المجرات، وذلك بواسطة الأقمار الصناعية والتلسكوب الفلكي ووضح لهم أن الكون مكون من ملايين المجرات وكل مجرة مكونة من ملايين المجموعات الشمسية.

<<  <   >  >>