حتى يبلغ القمر أفق مشرق ذلك الموضع فيعود المد إلى ما كان عليه أوّلا، فيكون في كل يوم وليلة مقدار مسير القمر فيهما في ذلك البحر مدان وجزران.
(ومنها) أمر أبدان الحيوانات فإنها في وقت زيادة القمر وضوئه تكون أقوى، والسخونة والرطوبة والنمو عليها أغلب وتكون الأخلاط في بدن الإنسان ظاهرة والعروق تكون ممتلئة وبعد الامتلاء تكون الأبدان أضعف، والبرد عليها أغلب والنمو أقل، والأخلاق في غور البدن، والعروق أقل امتلاء، وذلك أمر ظاهر عند علماء الطب.
(ومنها) أن الأطباء ذهبوا إلى أن أحوال البحر أنات وتقارب أيامها مبنية على زيادة ضوء القمر ونقصانه، وكتب الطب ناطقة بذلك، وزعموا أن الذين يمرضون في أول الشهر أبدانهم وقواهم على دفع المرض أقوى، والذي يمرضون في آخر الشهر بالضد.
(ومنها) أن شعور الحيوانات يسرع نباتها ما دام القمر زائد النور ويغلظ ويكبر، وإذا كان ناقص النور أبطأ نباته ولم يغلظ.
(ومنها) أن الحيوانات تكثر ألبانها من ابتداء زيادة نور القمر إلى الامتلاء وتزداد أدمغتها، وبياض البيض المنعقد في أول الشهر أكثر، وإذا نقص نور القمر نقصت غزارة الألبان ومادة الأدمغة وكثرة بياض البيض.
(ومنها) أن الإنسان إذا أكثر القعود أو النوم في ضوء القمر تولّد في بدنه الكسل والاستراخاء ويهيج عليه الزكام والصداع، وإذا كانت لحوم الحيوانات بادية لضوء القمر تغيرت رائحتها وطعمها.
(ومنها) أن السمك يوجد في البحار والأنهار من أول الشهر إلى الامتلاء أكثر مما يوجد من الامتلاء إلى آخر الشهر، ويكون أيضا في النصف الأول من الشهر أسمن منه في النصف الأخير.
(ومنها) أن حشرات الأرض خروجها من أجحرتها في النصف الأول من الشهر أكثر من خروجها منه في النصف الأخير، وكل حيوان يلسع أو يعض فإنه في النصف الأول من الشهر أقوى منه في النصف الأخير، وسمّه أشد تأثيرا.
(ومنها) أن السباع في النصف الأول أشد طلبا للصيد منها في النصف الأخير. (ومنها) أن الأشجار إذا غرست والقمر زائد النور علقت وأسرعت النشوء والحمل، وإن وقع اللقاح والحمل والقمر زائد النور كانا جيدين، وإن وقعا والقمر ناقص النور أو زائلا من وسط السماء لم