للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(بول الصبي الذي لم يحتلم) يطبخ في إناء نحاس مع العسل جلاء للبياض العارض في العين، ويشرب منه صاحب اليرقان ماء مقداره رطل بحيث لا يدري يزول عند ذلك.

(بول من لم يبلغ عشرين) إذا شربه صاحب البرص برئ منه، ويطلى به الجرب المتقرح والحكة والقوبا يمنعها من أن تسعى، قال ابن سينا: بول الإنسان مع رماد الكرم يوضع على موضع النزف يقف، وينفع من نهش الأفاعي شربا، وقال أيضا: أمر إنسان مطحول في النوم يشرب من بوله كل يوم ثلاث حفنات ففعل فعوفي وجرب فوجد عجيبا.

(رجيعه في الصبا) يكتحل به يزيل بياض العين (١) قال بليناس: يضاف شيء منه مع خل خمر ويسقى من به القولنج العسر فإنه يطلى، ومن لسعته الرتيلا يسقى منه ويجعل في تنور حتى يعرق عرقا كثيرا فإنه ينجو من الموت، ويؤخذ الرجيع من بيت الزنبور ويحرقان ويطلى به الجرب في الحمام ثلاثة أيام، فإنه يزول وإن اكتحل به أيام يزول جرب العين وإذا جفف الرجيع وسحق وعجن بالعسل يطلى به ينفع من الخوانيق ويزيلها، وكذلك شربها ينفع أيضا لمن أصابه سهم مسموم.

(حيات بطن الإنسان) تجفف وتسحق ويكتحل بها يذهب بياض العين، والله الموفق للصواب.

[النوع الثاني من الحيوان]

زعموا أن الجن حيوان ناري مشف الجرم من شأنه أن يتشكل بأشكال مختلفة. واختلف الناس في وجود الجن، فمنهم من ذهب إلى أن الجن والشياطين مردة الإنس، وهم قوم من المعتزلة، ومنهم من ذهب إلى أن الله تعالى خلق الملائكة من نور النار، وخلق الجن من لهبها، والشياطين من دخانها، وأن هذه الأنواع لا يراها الناظر، وأنها تتشكل بما شاءت من الأشكال فإذا تكاثفت صورتها يراها الناظر. وجاء في الأخبار أن نوع الجن في قديم الزمان قبل خلق آدم كانوا سكان الأرض وكانوا قد طبقوا الأرض برّا وبحرا وسهلا وجبلا، وكثرت نعم الله تعالى عليهم فكان فيهم الملك والنبوة والدين والشريعة فطغت وبغت وتركت وصية أنبيائها وأكثرت في الأرض الفساد، فأرسل الله تعالى إليهم جندا من الملائكة فسكنت الأرض وطردت الجن إلى أطراف الجزائر وأسرت منها كثيرا وكان ممن أسر عزازيل وجرى


(١) أي: مرضها.

<<  <   >  >>