للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(وأما النسر) فهو لا أحمر اللون ولا أسود اللون، لكنه أسود يميل إلى الحمرة شيئا يسيرا، ورءوس أجنحته من الذهب، وصدره أيضا ومنقاره أيضا أزرق، والله أعلم بصحته.

(وأما الأسد) فهو أصفر اللون يميل إلى الحمرة شيئا يسيرا، وفاه مفتوح، وخشمه عند منقار النسر، والله أعلم بصحته.

والنسر والأسد وقوفهما على غاية الوقوف وغاية الاعتدال، والله أعلم بصحته.

[الباب الثاني صورة الملك الذي يقوم صفا]

والملائكة صفا ويسمى الروح (١) عظيم جدا، ما يعلم كبر بدنه إلا الذي خلقه، وهو أبيض اللون يميل إلى الحمرة، وملبوسه أحمر وفوق الأحمر نمتانة وتاج وردي وخارج يديه منها، وسرواله أخضر، وليس لرجليه نعل، بل حاف، وله جناحان إلى أصل ساقه أطرافهما، وكل واحد منهما به من الألوان؛ أحمر وأصفر وأخضر ورديء، وعلى رأسه عمامة عظيمة بيضاء مرصعة بالذهب، وبوسط العمامة من أعلا كتابة بالسواد ليس يعرفها إلا الذي صورها، وله أيضا غرزة من قفاه، وله قصيبتا شعر أسود كالحبر، وفي أطراف أجنحته نقص شيئا يسيرا عنها، وزيق نمتانته من الذهب، وبرأس كل قصيبة من تحت أذنه كالعين مكتوبة من الذهب، وله عينان وجناحان سود، من خلقها وهو أعلم بذلك.

الباب الثالث: جبرائيل (٢)

صلوات الله عليه أبيض الوجه، يميل إلى الحمرة بشيء يسير، وله قصيبتان إلى أطراف أجنحته من كل جانب واحدة، وهو ليس له نعال برجليه، وملبوسه لا يوصف من كثرة أوانه وحسن صنعته، وعلى رأسه عمامة بيضاء كما للملك الذي يقوم صفا، ولها من الوجه طرف ومن القفا طرف وعينان وجناحان كما للملك الذي يقوم صفا، تبارك الله أحسن الخالقين وما أحسن خلقته (٣)، والله أعلم بذلك.


(١) وقال تعالى: ﴿يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً﴾.
(٢) وجبريل وميكائيل وإسرافيل هم الذين كان يذكرهم الرسول في دعائه كلما استيقظ من الليل قائلا: «اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم».
(٣) قال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ * مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ﴾ [البقرة: ٩٧ - ٩٨].

<<  <   >  >>