(صناجة) حيوان لا يقبل وصفه كثير ما لم يره، قالوا: ليس شيء من حيوانات الأرض أكبر من صناجة، قالوا: يوجد بأرض التبت يتخذ بيتا لنفسه قرب فرسخ.
ومن خواصه أن نظره إذا وقع على حيوان مات ذلك الحيوان، وإذا وقع نظر شيء من الحيوان عليه تموت الصناجة أيضا، ثم إن الحيوانات عرفت ذلك في تلك البلاد فتعرض نفسها على الصناجة غامضة عليها ليقع نظر الصناجة عليها فتموت فتبقى طعمة للحيوانات زمانا طويلا، والله أعلم.
(ضب) يقال له بالفارسية: سوسمار، وهو حيوان كيس إلاّ أنه كثير النسيان، ومن كيسه أنه لا يتخذ البيت إلاّ في موضع صلب؛ لئلا ينهال عليه من حوافر الدواب، ولما علم أنه ينسى لم يتخذ البيت إلاّ عند أكمة أو صخرة عظيمة أو شجرة يستدل بها على بيته إذا غاب وتباعد عنه، وإذا أرادت أن تبيض حفرت في الأرض حفرة ترمي فيها ثمانين بيضة وتدفنها في التراب، وبيضها مثل بيض الحمام وتدعها أربعين يوما، ثم يأتي والحسول قد خرجت منها يتعادون فيأكل منها ما قدر عليه.
وإذا لسعتها العقرب أكلت من حشيشة تسمى آذان الفأر يزول عنها اللسع، وإذا جاعت تتعرض للنسيم وتعيش به ويكون ذلك عذاءها.
قالوا: إذا خرج ضب من بين رجلي الإنسان لا يقدر على مباشرة النساء، وقيل: ينتفخ ذلك الإنسان.
[فصل: في خاصية أجزائه]
(عينه) إذا سقي إنسان عينه بماء السذاب يقطع عنه مادة المني وينقصه (قلبه) من أكله يذهب عنه الحزن والخفقان، (طحاله) من أكله يمنع عنه وجع الطحال ويأمن منه أبدا، (دمه) يطلى به الكلف مع البورق يزيله ويصفى لون الوجه، (لحمه) ينفع من الأمراض المزمنة مقليّا، ويزيد في ضوء البصر ويقوي البدن ويعين على الباه، (شحمه) يذاب ويطلى به القضيب يقوي شهوة الباه، ومن أكل منه لا يعطش زمانا طويلا (خصيته) من استصحبها تحبه الخدم محبة شديدة، (كعبه) يشد على وجه الفرس لا يسبقه شيء من الخيل عند المسابقة، (جلده) يتخذ على نصال سيف يشجع صاحبه ويتخذ طرفا للعسل من لعق منه تهيج شهوته، ويورث إنعاظا