للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكبرى، فالأربعة التي على المربع المستطيل نعش، والثلاثة التي على الذنب بنات، وتسمي الذي على طرف الذنب القائد، والذي على وسطه العناق، والذي يلي النعش وهو الذي على ذنب الجوزاء وفوق العناق كوكب صغير ملاصق له تسميه العرب السها وهو الذي يمتحن الناس به أبصارهم، زعموا أن من نظر إليه، وقال: أعوذ برب السهية من كل عقرب وحية أمن ليلته (١)، وتسمى الستة التي على الأقدام الثلاثة على كل قدم منها اثنان قفزات الظباء كل اثنين منها قفزة، والقفزة الأولى وهي التي على الرجل اليمنى تتبعها الصرفة وهي الكوكب النير على ذنب الأسد، والكواكب المجتمعة التي فوق الصرفة تسميها العرب الهقعة، تقول العرب: ضرب الأسد بذنبه الأرض فقفزت الظباء، والكواكب السبعة التي على عنقه وصدره وعلى الركبتين كأنها نصف دائرة تسمى سرير بنات نعش، وتسمى الحوض أيضا، والكواكب التي على الحاجب والعينين والأذن والخطم تسمى الظباء، تقول العرب: إن الظباء لما قفزت من الأسد وردت الحوض، وأما الثمانية التي حول الصورة اثنان منها ما بين الهقعة والقائد وأحدهما أنور من الآخر تسميه العرب كبد الأسد، والستة الباقية تحت القفزة الثالثة التي على اليد اليسرى ثلاثة منها أنور هي ظباء، والبواقي خفية أولاد الظباء.

[فصل: في خواص القطب الشمالي]

ظاهر حوله بنات نعش الصغرى وكواكب خفية إذا جمعتها صارت في صورة سمكة، والقطب في وسيط هذه السمكة، والسمكة تدول حول القطب زعموا أن لهذا القطب فوائد:

(منها) أن النظر إليه وإلى الدب الأصغر يشفي من الرمد وجرب العين، وذلك أن يقوم صاحب الجرب أو الرمد ليلة الأحد إذا ظهرت النجوم بعد ساعتين من غيبوبة الشمس حيال القطب الشمالي والدب الأصغر، فينظر إليه ثم يأخذ ميلا من فضة يغمسه في الماورد الخالص، ويكحل به العين وإن كان المريض إحداهما فعل ذلك من ليلة الأحد في كل ليلة، وكلما كان أكثر كان أجود، فإن الرمد والجرب يذهبان بإذن الله تعالى إلا أن الرمد أسرع.


(١) لا شك أن هذا الدعاء من أدعية العرب الجاهلين قبل الإسلام أما بعد الإسلام فقد علمنا رسول الله كثير من الأدعية التي يحفظ الله بها عبده منها: «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق»، والمعوذتين وسورة الإخلاص وغيرها،
انظر: الأذكار للإمام النووي، وعمل اليوم والليلة لابن السني.

<<  <   >  >>