للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فصل: في بعض العجائب المتعلقة بتكرار السنين]

قال بعض العلماء: إن الله تعالى يبعث في لك ألف سنة نبيّا بمعجزات غريبة واضحة لرفع أعلام دينه القويم وظهور صراطه المستقيم، ويجوز أن يكون ما بين النبيين أكثر من ألف سنة أو أقل، وكان في الألف الأول آدم أبو البشر ، وفي الألف الثاني إدريس ، ثم نوح ، على الترتيب المذكور، وفي الثالث إبراهيم ، وفي الرابع موسى ، وفي الخامس سليمان ، وفي السادس عيسى ، وفي السابع محمد ، ثم ختمت به النبوة، وانتهت آلاف الدنيا بألفه لما روي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن الدنيا جمعة من جمع الآخر سبعة آلاف سنة، وقد مضي ستة آلاف ومائة، وليأتين عليها سنون وعلى رأس كل مائة من مبعث نبينا محمد يظهر صاحب علم يرفع أعلام العلم، فعلى رأس المائة الأولى عمر بن عبد العزيز، وعلى الثانية محمد بن إدريس الشافعي (١) ، وعلى الثالثة أبو العباس أحمد بن شريح (٢) وعلى الرابعة أبو بكر بن الخطيب الباقلاني، وعلى الخامسة أبو حامد الغزالي (٣) وعلى السادسة أبو عبد الله الرازي (٤)، رحمة الله عليهم.


(١) محمد بن إدريس الشافعي: هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد بن يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي الإمام المعروف، وصاحب المذهب الشافعي المشهور، ولد الإمام الشافعي سنة ١٥٠ هجرية، وتوفي سنة ٢٠٤ هجرية، وله مصنفات عديدة منها كتاب الأم والمسند وديوان شعر.
(٢) ابن شريح: هو أبو العباس عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الأنصاري، محدث ثبت روى عن البغوي حدث بهراة، له باع في الحديث توفي سنة ٣٩٢ هجرية. الشذرات (٣/ ١٤٠).
(٣) الغزالي: هو أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي، ولد بطوس، فيلسوف متصوف له نحو مائتي مصنف منها: الإحياء، التهافت، والمنقذ من الضلال، والمقاصد وغيرها كثير، توفي سنة ٥٠٥ هـ، انظر ذرات الذهب (٤/ ١٠)، ولسان الميزان (١/ ٩٣) طبقات بن هداية ١٩٢.
(٤) أبو عبد الله الرازي: هو محمد بن عمر بن الحسين الملقب بفخر الدين والمكنى بأبي عبد الله، من تلاميذ البغوي، وكان والده من كبار العلماء له التفسير الكبير، والمحصول في الأصول، والجدل، توفي سنة ٦٠٦ هـ، انظر بغية الوعاة ١٥٣، والوفيات (١/ ١١٨)، ومعجم الأدباء ٨٠٤، والسبكي (٥/ ١٥٥)، والأسنوي (١/ ٣٢٠).

<<  <   >  >>