للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويخفف ثقل الأجفان وينفع كحلا للعين وينفع للنقرس وإذا احتمل من صداه نفع للبواسير، ومن أخذ مسمارا ويحميه حتى يحمرّ، ثم يدلك بذلك النصل لا يصدأ.

(الرصاص) قال أرسطو (١): إنه صنف من الفضة؛ لكنه دخل عليه ثلاث آفات: رائحة، ورخاوة، وصريرة فدخلت عليه هذه الآفات في بطن الأرض كما تدخل على الجنين في بطن أمه فيفسد. ومن خواصه ما ذكره أرسطو: أنّ من اتّخذ منه طوقا وطوّق به شجرة عند أصلها من الأرض لم يسقط من ثمرتها شيء ويزيد فيها، وإن شدّ منه صفيحة على الظهر أو البطن سكّن الانعاظ، وإن ألقي في قدر لا ينضج اللحم، والرصاص يطلى بالدهن والملح، ويؤخذ سواده يطلى به السيف؛ فإنه لا يصدأ.

(الأسرب) تولده كالرصاص، وهو صنف أردأ منه؛ لأن مادته أكثر وسخا، ومن خواصه:

تكليس الذهب وتكثير الماس ولو وضع الماس على السندال وضرب بالمطرقة دخل إما في السندال أو في المطرقة، ولو وضع على الأسرب تكسر بأدنى ضربة ويكون جميع أقطاعه مثلثا.

وقال الرئيس ابن سينا: تؤخذ منه صفيحة وتشدّ على الخنازير والغدد تذيبها، وقال بليناس في كتاب (الخواص): من اتخذ منه صفيحة وزنها ثمانية وعشرون درهما وشدها على بطن إنسان بطلت شهوته.

(الخارصين) تولده كتولد الأجساد المذكورة معدنه بأرض الصين ولونه أسود يضرب إلى الحمرة، نصله شديد الضرب جدّا، ويتخذ منه الكلاليب (٢) يصاد بها الحوت الكبير؛ لأنها إذا انتشبت بشيء لا ينفصل منه إلا بالشدة ويتخذ منه المرآة ينظر فيها صاحب اللقوة في بيت مظلم؛ فإنه أنفع دواء لهذا المرض، ويتخذ منه منقاش ينتف به الشعر ويدهن موضعه مرارا يفعل ذلك فإن الشعر لا ينبت.

[النوع الثاني: في الأحجار]

وهي أجسام تتولد من مياه الأمطار والأنداء التي احتبست تحت الأرض وإن كانت شفافة ومن امتزاج الماء بالأرض إن كان في الطين لزوجة، وأثرت حرارة الشمس فيها تأثيرا شديدا.


(١) أرسطو: هو الفيلسوف اليوناني المشهور واضع علم المنطق اليوناني.
(٢) الكلاليب: أي الخطاطيب، مفردها: كلاب وهو الخطاف. انظر: مختار الصحاح مادة (كلب).

<<  <   >  >>