والمخلوق كل ما هو غير الله ﷾، وهو إما أن يكون قائما بالذات أو قائما بالغير، والقائم بالذات إما أن يكون متحيزا أو لم يكن، فإن كان متحيزا فهو الجسم وإن لم يكن فهو الجوهر الروحاني، وهو إما أن يكون متعلقا بالأجسام تعلق التدبير وهو النفس أو لا يكون، وهو إما أن يكون سليما عن الشهوة والغضب وهو الملك أو لا يكون وهو الجن القائم بالغير، فإن كان قائما بالمتحيزات فهو الأعراض الجسمانية، وإن كان قائما بالمفارقات فهو الأعراض الروحانية كالعلم والقدرة، والأعراض الجسمانية إما أن يلزم من صدقها حصول صدق النسبة أو صدق قبول النسبة أو لا هذا ولا ذاك.
فإن كان الأول فالنسبة إما حصول في المكان وهو الأين أو في الزمان وهو الشيء أو نسبة متكررة وهو الإضافة أو تأثير الشيء في الشيء، وهو الفعل أو تأثر الشيء عن الشيء وهو الانفعال.
وكون الشيء محيطا بالشيء يجب أن ينتقل المحيط بانتقال المحاط به وهو الملك، أو هيئة حاصلة بمجموع الجسم بسبب حصول النسب بين أجزاء بعضها إلى بعض وبين أجزائه والأمور الخارجية وهو الوضع.
وإن كان يلزم من حصولها صدق قبول النسبة فهو إما أن يكون بحيث لا يحصل بين أجزائه حدود مشتركة وهو العدد، أو يحصل وهو المقدار.
وإن كان لا يلزم من حصولها صدق قبول النسبة فإما أن يكون مشروطا بالحياة أو لم يكن، فإن كان؛ فإما أن يتوقف على الشهوة والنقرة وهو التحريك أو لا يتوقف، وهو الإدراك، ثم الإدراك إما إدراك الكليات وهو العلوم والظنون والجهالات أو إدراك الجزئيات وهو الحواس الخمس، وإن لم يكن مشروطا بالحياة فهو الأعراض المحسوسة بالحواس الخمس.
أما المحسوسات بالقوة الباصرة فكالأضواء والألوان، وأما المحسوسات بالقوة الشامة فالكطيب والنتن.