تقتلها، ومنها حية ويقال لها: الملكية، طولها شبر وأكثر، وعلى رأسها خطوط بيض تشبه التاج، فإذا انسابت على الأرض أحرقت كل شيء مرت عليه، وإن طار طائر فوقها يسقط عليها، وإذا بدت تنساب هرب من بين يديها جميع الدواب، وإذا صفرت يموت من صفيرها كل حيوان سمع ذلك بعدما ينتفخ ويسيل منه الصديد، وإن أكل من تلك الجيفة شيء من السباع يموت.
قال جالينوس: إنها حية شقراء على رأسها ثلاث قبازع مثل التاج وهي قليلة الظهور للناس.
وزعموا أن الحية تعيش ألف سنة وأكثر، وكل سنة تسلخ جلدها، وكلما انسلخ يظهر على قفاها نقطة، فنقط قفاها عدد سنيها، وإذا دخل بعضها في الجحر وبقي بعضها خارجا لا يمكن جذبها إلى خارج البتة، حتى لو شد البقر في ذنبها ينقطع ولا تنجذب، وتبيض ثلاثين بيضة على عدد أضلاعها، فيجتمع عليها النمل والبق فيفسدها ولا يصلح منها إلاّ القليل، وإن لدغتها العقرب ماتت إن لم تجد ملحا تنام عليه، وإن وجدت سلمت.
وقالوا: من الحيات حية إن ضربت بعصا مات الضارب.
ومن عجائب الحية أنها إذا علمت أنها مقتولة احترزت على رأسها، وانطوت أشد الانطواء على الرأس، وجعلت بدنها وقاية للرأس، ولا تزال تفعل ذلك حتى تصيب الضربة رأسها.
وذكروا أن في تربة الأهواز حية حمراء دقيقة إذا رأت الإنسان وثبت عليه كالطير ولسعته فيموت في الحال.
وذكروا أيضا أن الحية عند انتصاف النهار، واشتداد الحر، وامتناع الحافي من الأرض والمنتعل يغور ذنبها في الرمل، وتنتصب كأنها عود مركوز أو ثابت، فإذا رأى الطائر عودا مركوزا كره الوقوع إلى الأرض من شدة الحر ووقع على رأس الحية على أنها عود فتقبض عليه.
[فصل: في خواص أجزائها]
(نابها) يقع حال حياتها ويشد على صاحب حمى الربع تزول عنه الحمى، قال ابن سينا:
يقوى القوة ويحفظ الحواس والشباب وينفع من الجذام وداء الثعلب، وقال محمد بن زكريا: ذكر الأوائل أن المستسقي إذا أكل من لحم حية عتيقة لها مؤن سنين يبرأ. وقال أبقراط:(لحم الحية) أمان من الأمراض الصعبة.