(فالا) قال ابن سينا: إنه حيوان أصغر من ابن عرس في حجمه، ولونه أميل إلى الرمدة مع لطافة ودقة وطوله وسعة فمه، إذا رأى حيوانا ظفر به ويتعلق بخصياه وينال بعضة منه وجع شديد صعب العلاج.
(فهد) حيوان شديد الغضب، ضيق الخلق، ذو وثبات بعيدة، كثير النوم ويستأنس بالناس خلاف النمر. وقال بعضهم: إن الفهد متولد من بين الأسد والنمر والله أعلم، وسائر السباع تحب رائحة الفهد، والسباع الصغار تتبع رائحته؛ لتأكل من فضلة فريسته، قال الجاحظ: الفهد إذا سمن عرف أنه مطلوب وأن حركته ثقيلة وأن كوكبه يقتله، ورائحته مشهية للسباع يخاف من الأسد والنمر فيخفي نفسه حتى أيام سمنه، ولا يكاد يكون على علاوة الريح؛ لئلا يحمل الريح رائحته إلى السباع ويحب الأصوات الحسنة يصغي إليها إصغاء شديدا، وإذا مرض أكل لحم الكلب يزول مرضه ويتولد منه ومن الدب حيوان عجيب الشكل يقال له: كوسال.
[فصل: في خواص أجزائه]
(لحمه) يورث حدة الذهن وقوة البدن.
(دمه) من سقي منه تغلبه البلاهة.
(برثنه) إذا ترك في موضع هرب الفأر منه.
(فيل) هو حيوان ظريف بهي نبيل من أعظم الحيوانات، وربما كان في فمها ثلاثمائة سن وهو أطرف وألطف من كل حيوان خفيف الجسم رشيق، صنع الله في خلقته عجائب قدرته؛ وهو أن رقبته لما كانت قصيرة خلق الله لها خرطوما طويلا يقوم مقامها يرفع العلف والماء إلى فمه بها وتدور على جميع بدنه كما تدور يد الإنسان ويضرب بها، وله أذنان كبيرتان - كل واحدة على شكل يزين - متحركتان، وإنما يدفع بهما الذباب والبق عن فمه، فإن فمه بها مفتوح دائما، فلو دخل شيئ من البق أو الذباب إلى فمه لهلك، وليس له من المفاصل إلا مفصل الكعب والكتف والفخذ، ولا يظهر له شهوة الضراب إلا بعد خمس سنين ويضع لسبع سنين ولدا مستوي الأعضاء، والفيل يعادي الحية إذا رآها يقتلها تحت رجله، والحية تلدغ الفيل تهلكه، والفيل إذا تعب تدلك كتفاه بالسمن والماء الحار يزول تعبه، وإذا مرض يأكل حية ميتة يزول مرضه، وإذا وقع على جنبه لا يقدر على القيام فتخبر الفيلة بعضها بعضا فيأتيه الفيل الكبير يجعل خرطومه تحته وسائر الفيلة يعاونونه حتى ينتصب على قوائمه، والفيل إذا أراد قلع شجرة يلف خرطومه