ويعضه عضّا شديدا يقهره، وعند ولادتها تستقبل بنات نعش الصغرى (١) تسهل ولادتها، والدبة إذا ولدت يكون ولدها كقطعة لحم تخاف عليه من النمل فتنقلها من موضع إلى موضع خوفا من النمل، فإذا صلب بدن الولد أقرته في موضع، وربما تركت أولادها وترضع ولد الضبع، ولهذا تقول العرب:
فلان أحمق من جهير وهي الأنثى من الدب، ولا يخاف شيئا إلا الأسد.
حكى بعضهم أن أسدا قصده فالتجأ إلى شجرة فصعد عليها فإذا على بعض أغصانها دب يقطف ثمرتها فلما رآني الأسد قد قصدت الشجرة جاء وافترش تحتها ينتظر نزولي فنظرت إلى الدب فإذا هو يشير بأصبعه إلى فيه، يعني: لا تنطق كي لا يعرف الأسد أني على الشجرة قال:
فبقيت متحيرا بين الدب والأسد، وكان معي سكين صغير فأخرجته وجعلت أقطع الغصن الذي عليه الدب فقطعت أكثره وانكسر الباقي فثقل الدب فوقع على الأرض فوثب الأسد عليه وتصارعا زمانا وغلبه الأسد فأكله ومر.
[فصل: في خواص أجزائه]
(نابه) يلقى في لبن المرضعة ويسقى الصبي تنبت أسنانه بسهولة.
(عيناه) يعلقان في خرقة كتان على صاحب حمى الربع تزول عنه.
(مرارته) تنفع من ظلمة العين اكتحالا. قال الشيخ: شحمه يزيل البرص طلاء وينفع من الشقاق العارض من البرد، ويلين المفاصل والعصب طلاء.
(دمه) يخلط بعصارة الكزبرة ويطلى به الموضع الذي لا يريد أن ينبت عليه الشعر فإنه لا ينبت، وإذا نتفت الشعر الذي في العين واكتحل بعده بهذا الدم لا ترجع تنبت.
(جلده) يعلق على الصبي الذي ساء خلقه يذهب عنه ذلك.
(دلق) حيوان وحشي عدو الحمام لا يستأنس البتة يشبه السنور، وإذا دخل برجا لا يترك واحدا فيه، ذكروا أن الثعابين تنقطع من صوت الدلق، ولذلك أكثر الدلق يوجد بأرض مصر فإنها كثيرة الثعابين، ومن عجيب ما ذكر أنه إذا ربط رأس عود بخيط شديد الفتل في رقبة دلق، ويقابل به بيت العصافير فإنه يلج فيه ويأخذ العصافير وفراخها ويخرج بها ولا يقتل منها شيئا حتى لو طيف به على بيوت العصافير يخرجها كلها أحياء.