الخاطئين، واسقنا مطرا ينبت لنا شجرا وتطعمنا منه ثمرا، فقال سليمان ﵇ لقومه:
ارجعوا فقد سقيتم بغيركم» ومن عجائبه أنه مع لطافة جسمه وشخصه وخفة وزنه لم شم ليس لشيء من الحيوان مثل ذلك، فإذا وقع شيء من يد الإنسان في موضع لا يرى فيه شيء من النمل فلا يلبث أن يقبل النمل كالخيط الأسود الممدود إلى ذلك الشيء، وإذا وجدت واحدة شيئا لا تقدر على حمله أخذت منه قدر ما تقدر عليه، وأخبرت الباقين فتجتمع عليه جماعة يجرونه بجد وعناء.
وإذا جمعت الحب في بيتها خافت أن ينبت فتقطع كل حبة قطعتين؛ لتذهب عنها قوة النبت، وتقطع حبة الكزبرة أربع قطع؛ لأن نصفها ينبت، وإذا كان عدسا أو شعيرا أو باقلا تقشرها ولا تكسرها؛ فإن التقشير يذهب عنها قوة النبت، ثم تأتي بقطعها وتبسطها في الشمس؛ حتى تزول عنها النداوة فلا يتعفن، وإذا أحست بالغيم ردتها إلى مكانها خوفا من المطر، وإذا ابتل شيء منها بالمطر تنشرها يوم الصحو؛ لتزول عنه النداوة.
ومن عجائبه أنه لا يتعرض لجعل ولا جرادة ولا صرصر ولا عقرب ما لم يكن به عقر أو قطع يد أو رجل، فإن أصابه شيء منه وثبت عليه وهو حي ولا يفارقه حتى يقتله، وهكذا تفعل بالحيات والثعابين إذا أصابها خدش أو جراحة، وإذا أحرق النمل يموت من دخانها الباقي أو تهرب، وعند هلاكها ينبت لها جناحان؛ لأن العصافير يصطادها.
ومن سقي من بيظ النمل نصف درهم لا يملك أسفله، ويغلبه الضراط وإذا طلي البدن بمسحوقه مخلوطا بالماء ينبت الشعر وإذا نثرت بيظ النمل بين قوم تفرقوا شذر مذر.
(ورل) هو الحيوان العظيم من أشكال الوزغ (١)، وسام أبرص طويل الذنب الصغير الرأس، وهو سريع السير خفيف الحركة عدو للضب، والحية يدخل بيتها ويأكلها وليس شيء أقوى على قتل الحيات منه، ولا يحتفر لنفسه بيتا بل يغتصب من كل حيوان بيته؛ لأنه أي بيت دخله هرب ساكنه، ويغصب بيت الحية من الحية كما تغتصب الحية بيت سائر الأجناس الأخر.
[فصل: في خواص أجزائه]
(لحمه وشحمه) يسمن طبقات النساء، وفيه قوة جذب للسلا والشوك، جلده يحرق ويخلط رماده بدردي الزيت ويطلى به العضو الخدر يذهب عنه ذلك.
(١) من الزواجف، العرب تستقذره وتستخبثه فلا تأكله (ج) أورال، وورلال، وأرؤل.