للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن العسل صنف حريف قالوا: إنه سم وشمعه يذهب العقل فكيف أكله؟

وأما الشمع فإنه حدرات بيوت النحل التي تبيض وتفرخ فيها وتجعلها خزانة للعسل، وأما الموم فإنه وسخ كور النحل من خاصيته جذب السلاء والشوك وزعموا أن من استصحب الموم يورثه الغم ولا يحتلم.

(نمل) حيوان حريص على جمع الغذاء، ولغاية حرصه يحمل ما يكون أثقل منه ويعاون بعضها بعضا على الجذب، ويجمع من الغذاء ما يكفي سنين لو عاش ولكن عمره لا يكون أكثر من سنة قال النسابة البكري: للنمل جدان فارز، وعقفان، ففارز جد السود، وعقفان جد الحمر.

ومن عجائبه اتخاذ القرية تحت الأرض، وفيها منازل ودهاليز وغرف وطبقات ومنعطفات يملؤها حبوبا وذخائر للشتاء، وتجعل بعض بيوتها منخفضا؛ لينصب إليها الماء وبعضها مرتفعا.

عن أنس بن مالك عن رسول الله أنه قال: «لا تقتلوا النمل؛ فإن سليمان خرج ذات يوم يستسقي فإذا هو بنملة قائمة على رجليها باسطة يديها تقول: اللهم أنا خلق من خلقك ولا غنى لنا عن فضلك اللهم لا تؤاخذنا بذنوب عبادك


(١) وقد اكتشف الكيميائي الفرنسي (ألن كاياس) كميات من الراديوم في عسل النحل، وهذا العسل المشع يداوي كثيرا من الأورام الخبيثة. ويقلل عسل النحل من النزلات البردية ويشفي كثيرا من أمراض العيون كالتهاب القرنية، وهو مضاد للتعفن يجعل الجلد قويّا متينا أملس. وقد أوصى الرئيس ابن سينا باستعماله لبخة لعلاج الجروح السطحية بعد خلطه بالدقيق، كما استعمل مزيج العسل مع زيت كبد الحوت في علاج الجروح المتقيحة، ويقول بعض علماء السويد: إن أكثر من ٦٠% من حالات الصداع النصفي تم شفاؤها بالعسل.
ويضاف عسل النحل إلى كوب من اللبن الدافئ قبل النوم فينام من يعانون من الأرق والهواجس.
ويضاف إلى عصير الليمون للوقاية من نزلات البرد كما يستعمل كعلاج للكحة وحرقان الحلق.
ويضاف إلى عصير البرتقال وخميرة البيرة فيكون مزيجا منشطا فاتحا للشهية ومقويا عامّا.
ويستعمل علاج لمدمني الخمر؛ لما فيه من سكر الفراكتوز الذي يساعد على أكسدة الكحول بالكبد كما يستعمل مع عصير الليمون لإفاقة مدمني الخمر.
ويستخدم عسل النحل المركز في علاج الحروق، وقيل: إن وضع عسل النحل على الحرق يجعله يلتئم سريعا ولا يترك أثرا.
وقد استخدمه بعض الأطباء البريطانيين في التجميل فقد نشر عنه في لندن سنة ١٨٣٥ م أنه ينعم البشرة ويحميها ويعالجها من التشققات والقشف، وأثبت أن له تأثيرا عظيما على الشفاه وجلد اليدين.

<<  <   >  >>