[فصل: في الهالة وقوس قزح وغيرهما من الأشياء التي تظهر ونراها في الجو]
قال القاضي عمر بن سهلان المناوي رحمه الله تعالى: تحقيق هذه الأمور موقوف على مقدمات:
(المقدمة الأولى) في معنى انعكاس البصر، وهو لا يقاس على انعكاس الضوء؛ لأن انعكاس الضوء له حقيقة في الخارج، وأما انعكاس البصر فلا حقيقة له في الخارج، وإنما يقدر بطريق التوهم؛ إذ لا فرق في مقصودنا بين الانعكاسين.
أما انعكاس الضوء فهو أن يقع شعاع من جسم مضيء على جسم كثيف صقيل ويعكس منه، ويقع على جسم يكون وضعه من هذا الجسم الصقيل كوضع الجسم المضيء من ذلك الصقيل، لكنه يخالفه في الجهة على وجه تكون زاوية الاتصال كزاوية الانعكاس، وليس ذلك بشكل هندسي.
ولتكن دائرة (كر) جرم الشمس، ودائرة خط المرآة الصقيلة وخط (اب) شعاع الشمس و (لح) الجسم الكثيف الذي هو في خلاف جهة الشمس من المرآة، فإن الشعاع يرجع من المرآة ويقع على الجسم الكثيف إذا لم يكن بينهما حائل، فلو قدرنا أن من شعاع (اب) يقوم على سطح المرآة خط كالعمود، وفرضنا على سطح المرآة خطّا وهو (ده) تظهر من خط (اب) الذي هو شعاع (يه) المفرض على سطح المرآة زاوية من خط (لح) الذي هو الشعاع الراجع من خط (يه) زاوية أخرى موازية للزاوية المتقدمة.
فزاوية (ا ي د) زاوية اتصال الشعاع وزاوية (هـ ب ح) زاوية انعكاس الشعاع، فإذا فرضنا خط الشعاع عمودا على سطح المرآة كخط (وي) كان ناقصا على أعقابه، فإذا عرف انعكاس الضوء فيقاس عليه انعكاس البصر.
فنقول: إذا كان في محاذاة النظر جسم صقيل، وتوهمنا أن خطّا خرج من الحدقة واتصل بالجسم الصقيل، وقدرنا خروج خط من هذا السطح بين سطح الجسم الصقيل وبين سطح الخط المتصل من الناظر، فيظهر من الخطين - أعني: الخط المتصل من الناظر إلى الجسم الصقيل، والخط المرسوم على سطح الجسم - زاويتان.
فإن كانتا قائمتين فانعكاس البصر ناكص على أعقابه، وإن لم تكونا قائمتين فالتي تكون من