بالعسل ويعرض على النار فإنه يقوي الباه واللذة طلاء على القضيب، ودمه الذي يخرج من المهارشة إن جعل في طعام وأكله قوم يقع بينهم الخصومة، (لحمه) يأكله العقاب على جوعه، يسقط ويؤخذ من لحم الديك ويجفف ويسحق مع العفص والسماق، بالسوية ويتخذ حبوبا على مثال الحمص، ويسقى المبطون يبرأ في الحال.
ويوجد في بطن الديك أحجار منها على لون السماء، ومنها على لون البلور فإذا علق منها على المجنون يبرأ ويعلق على غير المجنون تزيد شهوته، (خصية الديك) تعلق على الديك المهارش لا يغلبه ديك في المهارشة.
(دجاجة) أعجب ما فيها أنها إذا تشبهت بالديك في الصياح، والمهارشة ينبت لها شوكة كشوكة الديك وربما باضت من لعبها في التراب، ومن الريح الجنوب من غير ركوب الديك؛ لكن لا تفرخ تلك البيضة ويطيب طعمها، وإذا حصل في ظهرها بيض كثير من هذا السبب، وركبها الديك ولو مرة واحدة صلحت كلها.
وإذا حضنت الدجاجة وسمعت صوت الرعد يفسد بيضها، وكذلك عند هبوب ريح الجنوب يكون فسادها أقوى، والدجاجة إذا سمنت لا تبيض.
قال الجاحظ: إذا كبرت الدجاجة قلّ بيضها كما ترى من أمر النخل إذا تراحمت لا تحمل.
[فصل: في خواص أجزائه]
تطبخ الدجاجة البيضاء بعشر بصلات وكف سمسم مقشر حتى تتهرى، ويؤكل لحمها ويحتسى (١) مرقها فإنه يزيد في الباه، ويقوي الشهوة والمداومة على أكل لحم الدجاج يورث البواسير والنقرس، (شحمه) يتخذ طلاء يذهب الكلف الأحمر من الوجه، وينفع من الشقاق في القدم العارض من البرد و (مرارتها) تمنع من نزول الماء اكتحالا، (قانصتها)، قال بليناس: تشوى وتطعم من يبول في الفراش يذهب عنه ذلك، بيضها يؤخذ منه ثلاث حبات وينقع في خل ثلاثة أيام، ثم يترك في الشمس ليجفف، ويطلى به البهق يذهب به النيمرشت، يعمل في تكثير مادة المني وزيادة الشهوة فعلا عجيبا والبيض يترك في وسط التبن في الشتاء وفي الصيف في النخالة يبقى زمانا طويلا لا يفسد، (دهن البيض) يطلى به النقرس فيسكن وجعه، (زرقها) ينفع من القولنج إذا شرب بخل أو نبيذ وكذلك ينفع صاحب الحصاة.