وجع الظهر وعسر البول وعسر الحبل، ويزيد في الباه وفي مادة المني، بزره جيد لوجع الضرس، ويدر الطمث ويضر بالمعدة.
ومن الحكايات العجيبة ما حكى لي صديق أربلي: أن بجبال أربل هليونا كثيرا، وكان عامل تلك الناحية يتخذ من كل سنة شرابا يبعثه إلى صاحب الأربل، فوقع الأكراد الحرامية على القافلة ونهبوهم، ورأوا آنية الشراب فحسبوا أنها عسل فأكلوا منها وأفرطوا فغلبهم الإسهال حتى ضعفوا وعجزوا عن الحركة، فمر عليهم بعض المارين فلما رآهم على تلك الحالة أخبر صاحب الأربل بحالهم، فبعث إليهم من حملهم إلى أربل مطروحين على الدواب فاستقبل الناس دخولهم يضحكون بهم ويقولون: هم سكارى هليون.
(هندبا) قال علي كرم الله وجهه ورضي عنه: في كل ورقة من الهندبا وزن حبة من ماء الجنة.
قال ابن سينا: يضمد به النقرس ينفعه وينفع من الرمد الحار، ولبن الهندبا البري يجلو بياض العين، أصله مع ورقة ضمادا للسع العقرب والحية والزنبور وسام أبرص، وينفع من حمى الربع.
(ورس) نبت يزرع باليمن يشبه السمسم فإذا جف عند إدراكه تفتت خريطته فينفض منها الورس ويزرع نبته، يبقى عشرين سنة، ينفع من الكلف والنمش طلاء، فإذا شرب نفع من الوضح وفتت الحصا.
(يقطين) هو القرع (١) إذا أردت أن يعظم القرع فدع بزره على الأرض معكوسا عند الزرع.
قال علي ﵁: إذا طبختم اللحم فأكثروا القرع فيه، فإنه يسلي القلب الحزين.
ومن خواصه: أن الذباب لا يقع على شجرته، ولما خرج يونس ﵊ من بطن الحوت أنبت الله تعالى عليه شجرة من يقطين؛ لدفع الذباب حتى صلبت بشرته. والله الموفق للصواب.
وليكن هذا آخر مقالة النبات، والله تعالى أعلم.
[النظر الثالث في الحيوان]
أما الحيوان ففي المرتبة الثالثة من الكائنات وأبعد المولدات عن الأمهات؛ لأن المرتبة الأولى
(١) وهي الشجرة التي أنبتها الله ﵎ على يونس ﵇ عندما خرج من بطن الحوت ليأكل من ثمرها أيضا قال تعالى: ﴿وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ﴾ [الصافات: ١٤٦].