للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(ومنها) أمة في هذه الجزيرة على صورة الناس كأحسن ما يكون، ولا عظم في أرجلهم فيزحفون زحفا فإذا وجدوا إنسانا ماشيا قفزوا على رقبته ولوى من على الرقبة رجليه على ذلك الماشي فإذا عاجله طرحه وخمشه في وجهه، وسخره كما يسخر الإنسان دابته.

(ومنها) أمة في بعض الجزائر لها أجنحة وخراط دقيقة وشعور، يمشي على رجلين وعلى أربعة، ويطير أيضا قيل: إنهم صنف من الجن.

(ومنها) أمة طوال القدود، زرق العيون ذوات أجنحة خفاف النهضة رءوسهم كرءوس الخيل، وأبدانهم كأبدان الناس.

(ومنها) أمة لها رأسان وثماني أرجل رأس وأربع نحو الأرض، ورأس وأربع نحو الهواء.

(ومنها) أمة على صورة النساء لها شعور وثدي لا فحل فيهن يلقحن من الريح، ويلدن أمثالهن، ولهن أصوات مطربة يجتمع عليهن الحيوانات؛ لطيب أصواتهن.

(ومنها) أمة رءوسها رءوس الناس وأبدانها أبدان الحيات.

(ومنها) أمة في بعض جزائر الصين لا رأس لأبدانهم، وأفواههم وعيونهم على صدورهم، وسمعت أن واحدا من هذه الأمة جاء رسولا إلى عظيم التتار.

(ومنها) أمة لها وجوه كوجه الإنسان، وظهورهم كظهر السلحفاة، وعلى رءوسها قرون طوال.

(ومنها) أمة يقال لها النسناس لأبدانهم نصف رأس ونصف بدن ويد ورجل واحدة كأنه إنسان قدّ نصفين يقفز قفزا شديدا، وإنه يوجد في غياض أرض اليمن وهو ناطق، والله الموفق.

[(القسم الثاني: في الحيوانات المركبة)]

التي تتولد من حيوانين مختلفي النوع، ولذا يكون شكلا عجيبا بين هذا وذاك، فاعتبر حال البغل؛ فإنه ما من عضو منه إلا وهو دائر بين عضو الفرس وعضو الحمار فإذا كان الذكر حمارا كان بالفرس أشبه، وإن كان الذكر فرسا كان بالحمار أشبه.

(ومنها) المتولد بين الضبعان والناقة والبقر الوحشية، وهو الزرافة فإنه متولد بين هذه الثلاثة وقد جرى ذكرها في ذكر الحيوانات فلا نعيده.

(ومنها) المتولد من الخيل وبقر الوحش وقد رأيته وكان بغلة في غاية الحسن.

<<  <   >  >>