(ساده وار) حيوان يوجد بأقصى بلاد الروم يقال له أيضا: أرس له قرن عليه اثنتان وأربعون شعبة مجوفة فإذا هبت الريح يجتمع الهواء فيها فيسمع منه صوت في غاية الطيب، وتجتمع الحيوانات عنده؛ لما تسمع من حسن صوته. وذكر أن بعض الملوك أهدي إليه قرن منها، فترك بين يديه عند هبوب الريح، فكان يخرج منه صوت حزين حتى يكاد يغلب على الإنسان عند سماعه البكاء.
(ضبع) يقال له بالفارسية: كعنار حيوان قليل العدو قبيح المنظر ينبش القبور ويخرج الجيف والعرب تزعم أنها لا تأكل إلا لحوم الشجعان، ولهذا قال ابن زبيرة:
وذكر أن الضبع سنة ذكر، وسنة أنثى كالأرنب (١)، وبين الضبع والكلب عداوة، فإن وقع ظل الضبع على الكلب يقف مكانه ولا يقدر على المشي خوفا من الضبع أن يأكله، وإن مرض الضبع أكل لحم الكلب يبرأ، وبين الضبع والذئب مصادقة، ويتولد منهما ولد يقال له: السمع وهو حيوان عجيب الشكل بين الضبع والذئب، فإن كان الذكر ذئبا يقال له: العسبار وشكله عجيب أيضا، وفي العرب قوم يقال لهم: الضبعيون ومنهم الضبعي، ولو كان أحدهم في قفل فيه ألف نفر وجاء الضبع لا يقصد أحدا إلا الضبعي، وزعموا أن الضبع الصحيح يطبخ كما هو تنفع مرقته ودسمه من الأوجاع الباردة والرياح.
[فصل: في خواص أجزائه]
(رأسه) يجعل في برج يجتمع عليه حمام كثير.
(لسانه) من يأخذه معه لم ينبح عليه الكلب ولم يتلعثم عند المحاجة ويغلب خصمه، وإذا علق على باب دار فيها عرس أو دعوة لم يقع فيها مكروه ويزداد فرحهم.
(نابه) من اصطحبه لم ينس شيئا.
(مرارته) تنفع من نزول الماء اكتحالا وتجلو البصر من الظلمة.
قال بليناس تخلط مرارة الضبع بدم العصافير ويطلي به الإنسان عينه يمنع من نزول الماء.
(١) مما لا شك فيه أن هذا الكلام غير ثابت في الواقع وقد يكون هذا الكلام خاص بأحد أصناف هذه الحيوانات، وليس للتعميم هنا سبيل؛ لمنافاة ذلك الواقع.