وهي وعاء المرة الصفراء، موضوعة في قعر الجانب الأعلى من الكبد ولها مجريان: أحدهما:
يتصل بتقعير الكبد، والآخر: يتشعب فيتصل بالأمعاء العليا وبأسفل المعدة، فالمرارة تجذب من مقعر الكبد المرة الصفراء وتقذفها إلى الأمعاء، أما الجذب فلتصفية الدم عن المرة الصفراء، وأما القذف فلتنقية الأمعاء من الفضول وينصب منها إلى عضلة المخرج فيثبته على الحاجة، ولما كانت المعدة والأمعاء محتاجة إلى التنقية من الفضول لما بقي فيها من بقية الغذاء فضلة لزجة يتلطخ بها، وجعل للمرة مجرى ضيقا إلى المعدة فتنصب إليها المرة وتجلوها من الخلط البلغمي وتغسلها، فإن البلغم لا يزال يتولد في المعدة عند خلاء المعدة واشتداد الجوع، فلو كان انصبابها وقت امتلاء المعدة لاختلطت بالغذاء وأفسدتها.
[النوع السادس: الطحال]
وهو جسم لحمي طويل الشكل موضوع في الجانب الأيسر يحوي دما سوداويّا ينبت منه قناتان: إحداهما: تتصل بتقعير الكبد تجذب الخلط السوداوي من الدم لئلا ينفذ الدم مع السوداء، بل يصفو عن الخلط الرديء، والقناة الثانية تتصل بفم المعدة وتثبته على شهوة الغذاء، انظر إلى حكمة الصانع جلت قدرته كيف اقتضى تدبيره تصفية الدم من الصفراء والسوداء ليكون الغذاء صالحا سليما من الفضول، ثم استعملها لفائدتين عظيمتين: إحداهما: التنبيه على شهوة الغذاء، والأخرى: التنبيه على خروج الفضلة.
[النوع السابع: المعدة]
وهي شبيهة بقرعة طويلة العنق، مركبة بثلاث طبقات مركبة من شظايا دقاق شبيهة بشظايا العصب، تسمى الليف يحيط بها لحم وليف أحد الطبقات بالطول والأخرى بالعرض والأخرى بالورب، فالليف الطولاني يجذب الغذاء، والليف الذي بالعرض يدفعها، والورب يمسكها ربما تؤثر فيه الحرارة وتنضجها (١) ووضعت تحت القلب وبين الكبد والطحال يمينا ويسارا ولحم الصلب من خلف لينال من حرارة هذه الأعضاء فينهضم فيها الغذاء وجعل أمامها إلى صفاق البطن ليمدد إذا امتلأت من الغذاء وخلقت مستديرة الشكل لتسع غذاء كثيرا وقعرها أوسع من أعلاها؛ لأن قامة الإنسان منتصبة وما يتناوله من الطعام والشراب ثقيل، فميل الجميع إلى جهة